تقدمت شركة "علي بابا" الصينية للتجارة الإلكترونية بنشرة إصدار لإجراء طرح عام أولي لأسهمها في الولاياتالمتحدة، وذلك في أول خطوة نحو ما قد يكون أكبر طرح أولي لأسهم شركة تكنولوجيا. وأظهرت نشرة الإصدار التي تقدمت بها "علي بابا" أمس الثلثاء للمستثمرين حجم ونمو الشركة، التي تستحوذ على 80 في المئة من حجم التجارة الإلكترونية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتتوقع مجموعة "علي بابا" أن تجمع أكثر من 15 بليون دولار، وقد تتجاوز الحصيلة ما جمعته فايسبوك عند إدراج أسهمها في البورصة عام 2012، وقدره 16 بليون دولار. وستذهب معظم عائدات الطرح إلى شركة "ياهو" التي اشترت حصة نسبتها 40 في المئة في "علي بابا" عام 2005 مقابل بليون دولار، ويتعين عليها أن تبيع أكثر من ثلث حصتها الحالية البالغة 22.6 في المئة في الطرح. وكانت مصادر مطلعة قالت إن "علي بابا" تعتزم أيضاً طرح أسهم جديدة لزيادة مخصصاتها النقدية الاحتياطية التي نضبت بسبب سلسلة من عمليات الاستحواذ. ومن شأن عملية الطرح أن تجعل "علي بابا" أكبر شركة صينية تدرج أسهمها في الولاياتالمتحدة، سواء في بورصة نيويورك أو ناسداك. ومن المقرر أن تجري علي بابا الطرح الأولي في وقت لاحق هذا العام، في سوق تراجعت فيه أسهم شركات تكنولوجيا الكبرى مثل "تويتر" و"أمازون" في الأسابيع الماضية، في ظل موجة انخفاض انقسمت حولها آراء المحللين والمستثمرين، ما أثار شكوكاً حول أسعار التكنولوجيا المتزايدة. ولم تكشف علي بابا في نشرة الإصدار عن خطط محتملة لسوق التجارة الإلكترونية الأميركية. وقال محللون إنه من المستبعد أن تتبنى "علي بابا" النموذج المفضل لدى "أمازون" التي تبيع سلعاً للمستهلكين مباشرة باستخدام شبكة واسعة من منافذ البيع. وأظهرت نشرة الإصدار أن الشركة الصينية التي تأسست قبل 15 عاماً تقدر قيمتها العادلة حتى هذا الشهر بنحو 50 دولاراً للسهم، بزيادة أكثر من ستة أمثال القيمة المقدرة في حزيران (يونيو) 2011، البالغة ثمانية دولارات للسهم. وهذه التقديرات تساعد على تحديد تعويضات الموظفين ولا تمثل بالضرورة السعر المرجح للطرح. ووفقاً لتقديرات القيمة العادلة، تصل قيمة "علي بابا" إلى 116.1 بليون دولار، وهو ما يقل كثيراً عن متوسط توقعات 25 محللاً في استطلاع ل"رويترز" والذي بلغ 152 بليون دولار. ويمثل قرار علي بابا إدراج أسهمها في الولاياتالمتحدة ضربة لبورصة هونغ كونغ التي كانت تفضلها الشركة في البداية.