تصمد أم شجاع أمام أدوات العصر الحديثة، وتتمسّك بموروثها في إنتاج وتصميم حرفتها اليدوية، فتلفت أنظار زوار المهرجان وهي تمسك ب «قرن غزال» بين أناملها لتصنع به منتجاتها من أعمال السدو، ما جعلها تتميّز بمنتجاتها التي تلقى طلباً كبيراً من الزوار. وعن حكاية «قرن الغزال» الذي انعكف رأسه قليلاً ويميل إلى نعومة الملمس، قالت أم شجاع ل «الحياة»: «أحتفظ به منذ 50 عاماً، وأكاد أكون الوحيدة التي مازالت تستخدم هذه الطريقة في أعمال السدو، إذ يتجه الجميع لاستخدام الأدوات الحديثة، ولا يفضل أحد استخدام الغزل على أصوله القديمة، فأنا أعشق هذه المهنة كما هي منذ أن توارثتها من القدم، ولا أخفيك سراً إن قلت إنني أحتفظ بأصل أصباغ الصوف التي ورثتها عن والدتي منذ ما يزيد على 100 عام، وأضيف عليها بطريقتي الخاصة، لأستخلص منها الألوان المطلوبة من دون أن تتأثر الأصول أو المنتج النهائي للعمل». وأشارت إلى أن الألوان المستخدمة في صبغ الصوف تستخلص من نبات يسمى «الفوّه» يعطي اللون الأحمر بعد طبخه للنسيج ويمكن التحكم بدرجاته، مضيفة أن صوف الغنم الأبيض هو الوحيد القابل للصبغ، ولا يصبغ وبر الإبل. وأكدت أنها على مدى 18 عاماً استطاعت تدريب الكثيرات ليصبحن حرفيات مثلها، وغالبية منتجاتها من السدو والصوف المغزول التي تستخدم في أغراض الزينة داخل البيوت، خصوصاً من عشاق التراث والأصالة الذين يضيفونها كلمسة من لمسات الديكور في منازلهم الحديثة في أماكن الاستقبال والضيافة. وذكر الرئيس التنفيذي لمهرجان الكليجا الثالث فهد العييري أن أم شجاع تطبق قولاً وعملاً عبارات المهرجان الإعلانية مثل «هذا من صنع يدي»، مشيراً إلى أن من أهداف المهرجان محاصرة الفقر باستغلال وتوظيف الإنتاج والإبداعات الأسرية كمصادر تزيد من دخلها المادي تحت مظلة منظمة تربط بين المستهلك والمنتج من هذه الأسر.