على مدى أسبوع كامل ركزت الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال ملتقى «خير أمة» على مواجهة السحرة والمشعوذين في المجتمع، ودعت على لسان رئيسها العام إلى «إيجاد منتجات فكرية إسلامية تنافس في أسواق الثقافة والإعلام وتحفظ العقيدة من المتغيرات التي تطرأ بين الحين والآخر». وشهد الآلاف من حضور الملتقى الذي استمر أسبوعاً بعنوان «الشراكة في القيم» مشاركة لجهات حكومية عدة في المعارض تناولت ما قدمته من أعمال في خدمة المجتمع، وقدمت الهيئة عرضاً في قوالب زجاجية لمضبوطات لها في أعمال سحر وشعوذة بعضها عمل على شكل جلود لحيوانات وبعضها الآخر ربط في ملبوسات ودفن في أماكن يصعب الوصول لها، وجميعها نجحت الهيئة في إتلافها. وكان لافتاً الحضورالقوي من الزوار الأجانب الذين استوقفتهم البرامج الوثائقية التي تعرضها الهيئة بشكل دوري في ثنايا المعرض، وهي تبرز دورها في المجتمع في المداهمات والقبض على المشعوذين وفك السحر. وفصلت الهيئة من خلال معرضها الأقسام المخصصة للرجال عن النساء كما نظمت أكثر من 15 دورة علمية تحدثت بعضها عن الدور الأسري وعلاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونالت محاضرة إمام جامع قباء الشيخ صالح المغامسي عن حياة وهدي الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، أكبر حصة من عدد من الحضور. ومن ضمن جوانب المعرض قسم للتعريف بالمخدرات وسبل مكافحتها الذي شهد زواراً من طلاب المدارس طوال أيام المعرض. واتخذت الهيئة للمرة الأولى خطوة إشراك الفتيات في برامج تلفزيونية، وشباب بملابس عصرية تعرض على الحضور وتدعو إلى تعزيز الشراكة الأسرية وحفظ القيم في المجتمع. ورأى متابعون أن المعرض حقق أهدافه كاملة في إيصال رسالة الهيئة للمجتمع وإبراز دورها. وشهد المعرض تطوراً في علاقة «الإعلام» مع «الهيئة» إذ استضاف رئيس هيئة منطقة الرياض الدكتور عبدالله الشثري عدداً من الإعلاميين في لقاء مفتوح أكد من خلاله على أن الهيئة تشدد على محاسبة رجالها الميدانيين الذين أخطأوا في التعامل مع بعض القضايا التي يباشرونها، وأن رجال الإعلام ليسوا غرباء فهم أبناء هذا الوطن وأن الهيئة تحسن النية في ما تكتبه أقلامهم. وكان الرئيس العام لرئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين دعا في كلمته خلال تدشينه أعمال الملتقى إلى ضرورة «تكاتف الجميع والاستثمار في سوق الثقافة والإعلام بمنتجات فكرية إسلامية تخاطب الجميع وتحفظ العقيدة، معتبراً أن ما هو موجود الآن سوق يموج فيه الحق والباطل والحسن والقبيح». ومن ضمن المحاضرات التي شهدها الملتقى محاضرة عن الأمن الفكري قدمها أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ناصر العقل قال فيها: «إن الأحداث التي تعيشها الأمة تقتضي أن نعلن الطوارئ لا سيما في إعداد الأجيال لتحمل مسؤولياتها بأن يكونوا على مستوى التحدي العظيم الذي يتمثل في اتجاهات كثيرة، وبقوة من أعداء الأمة في الداخل، ومن الجاهلين وأصحاب الاتجاهات التي ربما لا تتناسب مع ثوابت الأمة ومع مقومات عزها، لا سيما هذا البلد الذي قام على مسلمات الدين وعلى الثوابت العقدية والجغرافية والسياسية التي تنطلق من رسالتها، بصفتها الدولة الأولى في العالم التي تتحمل رسالة الإسلام، والتي هي قلب العالم الإسلامي وتتضمن في كيانها الواسع بحمد الله مقدسات الأمة». وكان عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان شدد خلال مشاركته في الملتقى على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صلاح المجتمع وصيانته وإلى ضرورة تحمل القائمين به تبعاته، والتخلق فيه بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق والستر والتسامح، أوالحزم والغيرة بحسب ما يتطلبه الموقف ودعى اللحيدان من يتولى هذا الأمر أن يحسن التعرف على المنكر وعلى آثاره، وان يعرف أساليب اجتثاث هذا المنكر أو تقليل آثاره، سيراً على القواعد الشرعية والتماساً لما يحقق مرضاة الله». وقال اللحيدان: «نحن في بلاد ورثت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلفاً عن سلف، وطبقة عن طبقة، وكلما قامت ولاية وارتفعت راية في هذه البلاد نما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يزال الناس بخير ما دام لهذه الشعيرة أثر فعال».