طالب الرئيس حسني مبارك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بضرورة اتخاذه «اجراءات ملموسة لبناء الثقة مع الفلسطينيين»، محذراً اسرائيل من عواقب أي هجوم جديد على قطاع غزة، فيما اقترحت ممثلة السياسة العليا في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بعد اجتماعها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، عقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية في شباط (فبراير) المقبل للمساعدة في إيجاد مخرج من المأزق الذي تشهده عملية السلام، بينما طالب عباس الاتحاد الأوروبي بأن يلعب دوراً اكبر إزاء العملية السلمية، إضافة إلى المساعدات التي يقدمها الى الفلسطينيين. وتأتي هذه اللقاءات في سياق جهود تبذلها أطراف دولية واقليمية لتحريك عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والاسرائيليين عقب اخفاق الادارة الاميركية في اقناع اسرائيل بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وفيما اكد مبارك لنتانياهو «رفض مصر أي عدوان جديد على اهالي القطاع»، وحذر «من خطورة التهديدات الاسرائيلية الأخيرة وانعكاساتها على امن المنطقة واستقرارها وقضية السلام في الشرق الأوسط»، ذكرت مصادر مقربة من الاجتماع أن الجانب المصري حصل على تطمينات من الإسرائيليين بعدم وجود نية لدى تل أبيب في شن حرب على غزة. وذكر مسؤولون فلسطينيون ان نتانياهو طالب كلاً من مصر والاردن بلعب دور الوسيط مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل العودة الى المفاوضات، إلا ان مصادر مصرية مطلعة ذكرت أن الجانب الإسرائيلي لم يحمل معه أفكاراً ولم يطرح جديداً، وأوضحت ان «الإسرائيليين يريدون البحث عن صيغة ما تسمح بعودة الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات المباشرة معهم، ويريدوننا أن نساعدهم في ذلك من خلال إقناعنا الفلسطينيين بأهمية العودة للجلوس الى مائدة المفاوضات». واضافت: «من جانبنا، أكدنا على الإسرائيليين أنه لا يوجد سبيل لتحريك العملية السلمية ودفعها قدماً إلى الأمام إلا بوقف الاستيطان أولاً، وأن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها تجاه العملية السلمية مثلما قام الفلسطينيون بالتزاماتهم وواجباتهم كاملة». وكانت أشتون اجتمعت أمس في رام الله مع عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، بعدما اجتمعت في اسرائيل مع نتانياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهودا باراك، وزعيمة حزب كاديما المعارض تسيبي ليفني. واقترحت اشتون على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي عقد اجتماع ل»اللجنة الرباعية الدولية» في أقرب وقت ممكن للمساعدة في إيجاد مخرج من المأزق الذي تشهده عملية السلام، مشيرة الى امكان عقده خلال مؤتمر ميونخ الأمني في مطلع شباط (فبراير) المقبل. ويرى مسؤولون فلسطينيون ان كل الجهود في هذه المرحلة تأخذ طابعاً استكشافياً حول ما يمكن عمله للعودة الى المفاوضات ومنع حدوث تدهور في العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وذكر مسؤول فلسطيني رفيع ل»الحياة» ان الرئيس عباس يدرك أن رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يعاني من عزلة دولية بسبب تمكسه بالاستيطان على حساب السلام يحاول حمل الاطراف الاقليمية على التدخل، في محاولة منه للايحاء بأن هناك عملية سياسية قائمة. واشار الى ان عباس ابلغ مختلف الاطراف رفضه اي مفاوضات قبل الوقف التام للاستيطان.