الفكر الإداري الناجح يولّد عملاً ناجحاً تظهر نتائجه الإيجابية سريعاً وفي وقت قياسي، لذا لم يَحتج رئيس القادسية المحنك عبدالله الهزاع إلى أكثر من موسم رياضي واحد حتى يُعيد الفريق إلى دوري «الأضواء» دوري المحترفين السعودي بعد هبوطه في الموسم الرياضي الماضي إلى دوري أندية الدرجة الأولى، إذ نجح الرئيس المميز في لملمة الأوراق المتناثرة ومعالجة الجراح النازفة، وإعادة ترتيب البيت القدساوي من خلال وضع الخطة العملية المثالية التي سهلّت من مهمة الفريق في العودة إلى جادة الصواب فريقاً قوياً متماسكاً يقدّم الكرة الجماعية الجميلة الخالية من لغة التعقيد والفلسفة الزائدة، حتى تحقق الهدف المنشود والمطلب المقصود لكل قدساوي غيور على ناديه بالصعود إلى دوري «المشاهير» السعودي أقوى دوري كروي في الوطن العربي الكبير. وبذل الهزاع جهداً رائعاً، وقدّم عملاً إدارياً راقياً منذ توليه مهمة الرئاسة القدساوية بصفة رسمية في أعقاب قرار التكليف الذي أصدره الرئيس العام لرعاية الشباب في أيلول (سبتمبر) 2008، وتعامل مع الأمور بطريقة احترافية، على رغم الظروف الصعبة جداً التي حاصرته من البداية برحيل غالبية النجوم وأعمدة الفريق الأساسية الذين فرطت فيهم الإدارة السابقة برئاسة جاسم الياقوت، وخلو الخزانة القدساوية من أي أموال قد تدعم الرئيس الجديد، ولكن الهزاع كان على قدر الثقة والمسؤولية، وانتشل الفريق من حال اليأس والتقلبات المزرية إلى المنافسة القوية على المراكز الأولى في دوري أندية الدرجة الأولى، بعدما رسم مساراً حقيقياً لتحقيق أحلام وطموحات عشاق وأنصار الفريق، رافضاً فكرة التفريط في أي نجم من النجوم الذين تلقوا عروضاً احترافية مغرية وفي مقدمهم المهاجم الهداف محمد السهلاوي، ليسير الفريق من انتصار إلى آخر، ويستمر في حصد النقاط تحت إشراف مدربه التونسي القدير عبدالرزاق الشابي، حتى أعلن رسمياً صعوده إلى دوري المحترفين السعودي وعودته مجدداً للتحليق في سماء دوري الأضواء والشهرة. وكسب الهزاع الجولة ضد بعض الأسماء القدساوية القليلة التي تدّعي حب النادي، وحاولت إيقاف مسيرة الفريق من خلال إشغال إدارة النادي ببعض التصريحات الإعلامية، التي كانت تقلل من إمكان عودة الفريق إلى وضعه الطبيعي، وتطالب الهزاع بمؤتمر صحافي لكشف المصاريف المالية التي قامت بها إدارة النادي، في وقت ينافس فيه الفريق بقوة على صدارة الترتيب، مع أن التأكيدات الرسمية من الجانب القدساوي أشارت إلى أن هذه الفئة لم تدفع ريالاً واحداً لدعم النادي، لتأتي المحصلة النهائية لمصلحة الهزاع، الذي أثبت على أرض الواقع وبالعمل الاحترافي الصحيح أنه خير من يقود السفينة القدساوية، وأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وكان عند ثقة القيادة الرياضية التي شرّفته برئاسة النادي لمدة عام بالتكليف. ويعتبر عبدالله الهزاع هو التاسع في قائمة الرؤساء الذين قادوا النادي، وهو من عائلة قدساوية معروفة بحبها للنادي، إذ سبق لوالده فهد الهزاع السبيعي أن ترأس النادي في الأعوام السابقة بعد مؤسس النادي علي البلوشي وسيف الحسيني وفهد التميمي، ويمارس الرئيس الحالي دوره في الأعمال التجارية كرجل أعمال ناجح يشغل منصب المدير العام لشركة ناصر الهزاع وإخوانه للمعدات الثقيلة، ويطالب عدد كبير من القدساويين باستمرار رئيسهم المميز في الموسم الرياضي المقبل، وأن يواصل مهمته الناجحة في قيادة الفريق حتى يُعيد أياماً خلت عندما كان الفريق منافساً قوياً على البطولات والإنجازات ووصل إلى سلم المجد الآسيوي بعد الحصول على كأس الأندية الآسيوية.