أعلنت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن سورية متمسكة بالسلام الذي يضمن استعادة الحقوق والأراضي المحتلة «على أن يكون هناك شريك في الطرف الآخر يريد فعلاً السلام». وكانت شعبان تتحدث مساء أول من أمس في محاضرة عن «دور سورية في المتغيرات الإقليمية والدولية» ألقتها في مدينة محردة في وسط البلاد. وعرضت «الضغوط الهائلة» التي تعرضت لها سورية في السنوات الماضية من إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش و «المحافظين الجدد». وتطرقت إلى سياسة الرئيس بشار الأسد «في هذه السنوات الصعبة لقيادة سورية إلى بر الأمان، وأن يثبت للعالم صوابية الرؤية السوريّة بما يؤمن السلام والاستقرار». واعتبرت أن «نقطة الانتصار للسياسية السورية بدأت في نهاية 2005 عندما ألقى الرئيس الأسد كلمته الشهيرة في مدرج جامعة دمشق، قائلا إن المقاومة أقل ثمناً من الاستسلام واننا صامدون. وسورية صامدة على الحقوق وعلى المبادئ ولا تراجع ولا تخاذل ولا تهاون». وقالت إنه «بعد تبدل الإدارة الأميركية، تغيرت المعطيات. لاحظنا لغة جديدة وانفراجاً وملامح سياسة مختلفة تؤمن بالحوار والكرامة المتساوية بين الدول»، مع دعوتها إلى «ضرورة توخي الحذر باعتبار أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى»، إضافة إلى تأكيد دمشق على ضرورة تحول الأقوال الأميركية إلى واقع ملموس وأفعال. وبعدما أكدت أن سورية «تؤمن بالسلام وتريد السلام ولن توفر أي فرصة لتحقيقه»، شددت على أهمية أن يكون هناك شريك إسرائيلي «يريد السلام فعلاً». ولاحظت أن الانفتاح الأخير من الدول الغربية على سورية يأتي على خلفية «صوابية الموقف من أن سورية بلد إقليمي مهم يسعى إلى السلام، وان القيادة السورية تتنتهج سياسة تحقيق السلام مع استعادة الحقوق». في غضون ذلك، أبلغ وزير الخارجية الدنماركي بيير شتيغ مولر نظيره السوري وليد المعلم خلال لقائهما مساء أول من أمس في كوبنهاغن ضرورة «تضافر الجهود الأوروبية والأميركية من أجل استئناف محادثات السلام على كل المسارات وفقاً لمرجعيات عملية السلام، بما فيها المبادرة العربية». وأفادت الوكالة السورية للانباء «سانا» أن المعلم التقى ملكة الدنمارك مارغريت الثانية وبحث مع مولر في «تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في العراق وفلسطين وعملية السلام»، وأن الوزير الدنماركي أكد «اهتمامه بتحقيق السلام الشامل في المنطقة».