نفى وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي اكبر صالحي ادعاءات تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للعراق وطالب ب»تقديم براهين». وشدد على دعم وحدة العراق وسيادته وطالب باستعجال جلاء القوات الاجنبية عن اراضيه. وتزامنت زيارة المسؤول الايراني الى بغداد امس مع عودة زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر من مدينة قم الايرانية الى منزله في منطقة الحنانة في النجف بعد غياب استمر نحو اربع سنوات. ونفى مقربون من الصدر امس اي دلالة لتزامن وصول زعيمهم الى النجف وزيارة الوزير الايراني. مؤكدين «ان الصدر عاد برفقة عدد من كبار مساعديه بينهم مصطفى اليعقوبي ومحمد الساعدي وحيدر الجابري بعدما انهى مرحلة دراسية في قم وانه لن يغادر العراق مجدداً». وكان تيار الصدر مهد، عبر توافقات سياسية واسعة النطاق، لعودة زعيمه الذي غادر العراق العام 2007 على خلفية معلومات عن وجود محاولات اميركية وحكومية لاعتقاله على خلفية حادثة اغتيال رجل الدين مجيد الخوئي العام 2003. والصدر، الذي نال مؤيدوه 40 مقعداً برلمانياً، اصبح اليوم الحليف الاقرب لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي كان شن من البصرة في العام 2008 حملة عسكرية، اطلق عليها اسم «صولة الفرسان»، واعتبر انصار الصدر انها موجهة ضدهم. واحتشد المئات من مؤيدي الصدر في منطقة «الحنانة» مرددين شعارات تحية لزعيمهم. وقال قيادي بارز في تيار الصدر ل»الحياة»، ان «الصدر احاط وصوله بسرية تامة كما انه توجه عصر امس لزيارة ضريح الامام علي وقبر والده السيد محمد محمد صادق الصدر». وكان صالحي اكد في بغداد امس دعم بلاده لتحقيق الاستقلال والسيادة الكاملة للعراق نافياً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تدخل ايران في الشؤون الداخلية العراقية. وقال «ان من يردد هذه الاتهامات عليه تقديم الادلة على التدخل الايراني»، مشيراً الى ان سياسة ايران الخارجية مبنية على عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى. وقال صالحي، وهو من مواليد كربلاء، «نتطلع الى استعادة العراق على وجه السرعة استقلاله الكامل واستتباب الامن فيه وان يكون صاحب السيادة الوطنية الكاملة على ان يتولى ابناؤه ادارة الملفات بشكل كامل من دون اي تدخل، ونحن نعقد الكثير من الامال على جلاء القوات الاجنبية من العراق الذي نعتبر ترابه مقدسا». ونقل بيان رسمي عن المالكي قوله خلال لقائه صالحي: «نتطلع الى تحقيق النجاحات كون الحكومة تشكلت في مرحلة افضل من المرحلة التي تشكلت بها حكومة الوحدة الوطنية التي واجهت الكثير من التحديات لاسيما في الجانب الامني». واعلن زيباري خلال المؤتمر الصحافي مع الوزير الايراني ان «اللقاء انتهى بالاتفاق على تفعيل جملة من القضايا المشتركة بين البلدين، أهمها الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة الخاصة بمتابعة ترسيم الحدود المشتركة ووضع خطة لتثبيت الحدود» مشيراً الى مناقشة قضية منظمة «مجاهدين خلق» خلال المحادثات.