قدمت الراقصة والمصممة روزاريو توليد بنت مدينة أشبيلية الإسبانية، عرضاً بعنوان «الآن» مع عازف الغيتار ميغيل ايغيلسيس والمغني أنطونيو مارينو، بدعوة من المعهد الثقافي الإسباني في القاهرة والوكالة الإسبانية لتطوير الفلامنكو على مسرح الجمهورية أخيراً. يتكون العرض من ثلاثة مشاهد استطاعوا من خلالها استعراض طاقات الفلامنكو الهادرة شيئاً فشيئاً وتتبع تاريخه من الشكل التقليدي المعروف إلى الفلامنكو الذي يتماشي مع الرقص المعاصر والباليه الكلاسيكي فيما أصبح يعرف «النوفو فلامنكو». تقول روزاريو: «هناك قوة تعبيرية خفية يراها الجمهور في حركة الذراعين وإيقاع الأرجل الذي يأخذ الراقصة نحو التحليق الذي يمنحها شعوراً بالكبرياء ومهما تعددت الأنماط الإيقاعية المعقدة ومهما كانت الصعوبة التقنية الحركية، يظل الفلامنكو نوعاً من أنواع تجلي الروح». وترى أن حفلة مسرح الجمهورية كادت أن تصل إلى مرحلة الكمال بفضل التوافق والتفاهم بين عناصر الفلامنكو (أي عازف الغيتار والمغني) خصوصاً في لحظات الارتجال والنشوة. من جانبه، يقول المغني انطونيو مارنيو صاحب الصوت القوي العريض: «بالفعل هناك تأثر ببعض أساليب الغناء العربي مثل إصدار الصوت من الحنجرة، والطابع الشجي الذي يميز ألحان الفلامنكو، وكانت الثقافة العربية أحد روافد الفلامنكو ومكوناته منذ نشأته، كما يقوم التصفيق بالأيدي، بإخفاء الكثير من الإثارة والتصعيد الإنفعالي والحركي». أما عازف الغيتار ميغيل ايغيلسيس والذي قدم عزفاً منفرداً لبضع دقائق، فيوضح أن الراقصة هي العامل المؤثر في العرض. ويأتي إبداع العازف والمغني تبعاً لمدى موهبتهما وقدرتهما على الارتقاء بمستوى العرض حتى يتم احتواء العناصر الثلاثة في ضفيرة واحدة. وحول تسجيل منظمة يونيسكو لفن الفلامنكو كميراث إنساني، يشير ايغيلسيس إلى أن ذلك سيسعد الجمهور المحب لهذا الفن في العالم وسيلفت انتباه الناس العاديين إلى عبقرية الروح التي تبعثها رقصاته.