قال الرئيس دونالد ترامب أمس، إن الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مستعدان «للسعي من أجل السلام»، وإن حذر من أنه لن يكون من السهل التوصل الى اتفاق. وأضاف في كلمة في متحف إسرائيل: «اجتمعت هذا الصباح (الثلثاء) بالرئيس عباس، ويمكنني أن أقول لكم إن الفلسطينيين مستعدون للسعي من أجل السلام». وأضاف: «وبعد اجتماعي بالصديق العزيز جداً بنيامين، يمكنني أن أقول لكم أيضاً إنه يسعى الى السلام. إنه يريد السلام... لكن إحلال السلام لن يكون سهلاً. كلنا يعلم ذلك. الجانبان سيواجهان قرارات صعبة. لكن بالعزيمة والحلول الوسط والإيمان بإمكان تحقيق السلام، سيتسنى للإسرائيليين والفلسطينيين التوصل الى اتفاق». وفي ما يتعلق بالشأن الإيراني، قال ترامب: «الولاياتالمتحدة ملتزمة بشدة جعل إيران بمنأى عن تطوير سلاح نووي ووقف دعمها الإرهابيين والميليشيات. لذا نخبركم أن إيران من الآن لن تملك أسلحة نووية». كما زار ترامب أمس نصب «ياد فاشيم» التذكاري في إسرائيل لضحايا المحرقة النازية التي وصفها بأنها «أظلم لحظات التاريخ». ووضع والسيدة الأولى ميلانيا إكليلاً من الزهور على نصب يضم رماد ضحايا محارق النازي في «قاعة الذكرى». وقال في كلمة قصيرة بعد الزيارة: «لا يمكن أن تصف الكلمات الأعماق السحيقة لذلك الشر أو حجم المعاناة والدمار. لقد كانت أظلم لحظات التاريخ». ترامب في بيت لحم وكان الرئيس الأميركي استهل يوم أمس، بزيارة لبيت لحم حيث صرح عقب لقائه الرئيس محمود عباس، بأنه يعتقد أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ملتزمان إبرام اتفاق تاريخي، لكنه لم يقدم اقتراحات ملموسة في سبيل تحقيق هذا. وبعد ساعة من المحادثات مع الرئيس الفلسطيني، دان ترامب الهجوم الذي وقع في مدينة مانشستر البريطانية وراح ضحيته 22 شخصاً، ووصف منفذيه بأنهم «أشرار خاسرون». وعن عملية السلام، قال ترامب: «أنا ملتزم محاولة التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأعتزم فعل كل ما بوسعي لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف». وأضاف: «أكد لي الرئيس عباس أنه مستعد للعمل باتجاه هذا الهدف بنية طيبة، وقطع رئيس الوزراء نتانياهو الوعد نفسه. أتطلع للعمل مع هذين الزعيمين باتجاه سلام دائم». وعلى رغم حديث ترامب كثيراً منذ توليه الرئاسة عن رغبته في تحقيق ما وصفه «بالاتفاق النهائي»، فإنه لم يستعرض أي استراتيجية لإدارته في سبيل تحقيق ذلك. كما يواجه صعوبات في الداخل، إذ يكابد لاحتواء فضيحة بعدما أقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) جيمس كومي قبل أسبوعين. وعين ترامب صهره جاريد كوشنر مستشاراً كبيراً للوساطة في سبيل التوصل الى اتفاق سلام، فيما يتولى جيسون غرينبلات، وهو محامٍ سابق في مجموعة ترامب العقارية، مسؤولية الاتصال بالمسؤولين والزعماء في المنطقة يوماً بعد يوم في التفاصيل الجوهرية لأي حل. وقال عباس (82 سنة) وهو يقف إلى جانب ترامب إنه عازم على التوصل الى اتفاق من أجل جميع الفلسطينيين، لكنه لم يقدم أي فحوى عن سبل تحقيق هذا الهدف. وأضاف عبر مترجم: «نجدد التأكيد على التزامنا التعاون من أجل صنع السلام وعقد صفقة سلام تاريخية بيننا وبين الإسرائيليين، كما نجدد التأكيد على استعدادنا على مواصلة العمل معكم كشركاء في محاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم». وقبل زيارته الشرق الأوسط، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن ترامب قد يتحدث علناً عن «تقرير المصير الفلسطيني»، في إشارة إلى دولة فلسطينية. لكن ترامب تفادى في تصريحاته المعلنة أي كلام من هذا القبيل، ولم يذكر هدف الديبلوماسية الأميركية طوال عقدين، وهو دولة إسرائيل تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع دولة فلسطينية مستقلة. كما لم يعلن نقل السفارة الأميركية الى القدس أو اعترف بها عاصمة لإسرائيل، كما كانت الدولة العبرية تأمل. وفي وقت لاحق، غادر ترامب إسرائيل متوجهاً الى روما حيث يستكمل جولته التي تستمر تسعة أيام، والتي بدأت بالمملكة العربية السعودية.