إذا كانت علاقة بعض النساء مع وسائل قراء المستقبل «مجرد التسلية»، فإن الاختصاصية في علم الفلك رباب القديحي، تؤكد أن «البعض وصلن إلى درجة الهوس لمعرفة الطالع». إذ تقول ل «الحياة»: «بعضهن لا يخرجن إلى السوق قبل أن تقرأ برجها اليوم، فإذا كان سيئاً، أو أنها ستخسر ما لديها من مال، أو يتوجب عليها الاقتصاد، فإنها تتراجع عن الخروج للتسوق. وبعضهن يرفضن الزواج من شخص معين، لأن برجه لا يتوافق مع برجها»، معتبرة ذلك «نوعاً من الإيحاء للنفس، وإقناع الذات بفكرة معينة، جيدة أو سيئة، وهو منوط برغباتهن أيضاً». قدمت القديحي تساؤلاً لمن يؤمنون بالأبراج: «هل جميع المولودين في اليوم ذاته متوافقون في نمط الحياة اليومية، وما يصادفهم من مشكلات؟ فالبعض يعتمد على البرج والطالع حتى في التوافق بين الأشخاص، والمشاعر الإنسانية، من الحب أو البغض»، مضيفة: «لكوني متخصصة في علم الفلك، أتلقى كثيراً من الأسئلة عن قراءة الفنجان، ومعرفة الطالع، ما يسبب لي صدمة، فالكثيرات يجهلن علم الفلك، ويربطن بينه وبين معرفة الأمور الغيبية». وأشارت إلى بحث قدمته في المؤتمر الفلكي الثاني، الذي عُقد في الإمارات، حول «النظرة المخيبة للناس تجاه علم الفلك». وقالت: «قدمنا دراسة تشير إلى أن كتب الأبراج والطالع وقراءة الفنجان والكف هي الأكثر مبيعاً في السوق، على رغم غلاء أسعارها، ودخولها إلى بلادنا يكون عن طريق التهريب»، مضيفة: «نحن فلكيين، ولسنا منجمين، ومهمتنا أن نعرف بأن الشمس عند دخولها في البرج الفلاني، أو أن فصلاً جديداً قد دخل، أو التعرف على أحوال الطقس المتعلقة بالأبراج، التي لا علاقة لها بما سيحدث للإنسان مطلقاً، وإلا لما كانت معطيات كتب الأبراج مختلفة». وتستغرب من تسميته «علم»، على رغم أنه «يتسم بالتناقض، ولم يختلف من يقرؤون الكف والفنجان في ما يقولونه. وقد سألت منجماً في مواجهة معه، فأقر بأن المحو والإثبات بيد الله، وأن ما يقوم به لكسب الرزق، وهذا ما يريده الناس ويطلبونه، فلو كان علماً مباحاً – كما يزعمون – لما نهى عنه ديننا الإسلامي، ولفتحت من أجله المدارس، ولما كان أصحابه يعلمون الناس بعيداً من العيون، ويلتزمون الكتمان»، مضيفة: «هو لعب في عقول الناس، ونابع من عدم الرضا عن النفس. ونسعى إلى إيصال تلك الفكرة من خلال دورات نقيمها للتعرف على معنى الأبراج والفلك. ونبين أن كل شيء صغير، أمام عظمة الخالق، والكثير من السيدات يطلبن التسجيل في الدورات، وعندما يعلمن بأنها لا ترتبط بالغيبيات ينسحبن».