واصل السياسيون اللبنانيون تبادل الاتهامات في شأن تعطيل المؤسسات ومصالح الناس، في حين لم تعكس مواقف طرفي النزاع نظرة موحدة من المساعي السعودية - السورية. واعتبر وزير الدولة جان اوغاسبيان في تصريح ل«اخبار المستقبل» أن «فريق 8 آذار يعوّل على أخذ البلد أو فريق 14 آذار الى منحى تنازلي للمحكمة من جهة وعلى المستوى السياسي من جهة أخرى»، مؤكداً أن «لا احتمال لأي تنازل مقابل القرار الاتهامي». وأعلن أن «لا الرئيس سعد الحريري ولا فريق 14 آذار يريدون اتّهام حزب الله، وموضوع المحكمة ليس مسألة انتقام من أحد». واعتبر وزير الدولة وائل ابو فاعور ان «من المبكر التكهن الى اين وصلت الأمور والمساعي، على رغم انه يبدو واضحاً انها وصلت الى مكان معين»، مشيراً الى ان «جو التهدئة الراهن سيبقى في انتظار الحل العربي». واستبعد وزير المهجرين اكرم شهيب خلال زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، أن تعقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء، وقال: «الكل يعلم ان الظروف غير مؤاتية اليوم». وأعلن عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي عمّار حوري أن ملف شهود الزور «غير مكتمل»، معتبراً أن «هناك محاولة ابتزاز من الفريق الآخر في ملف وهمي»، وقال: «الفريق الآخر يعتبر أن التعطيل حقّ ديموقراطي للتعبير وذهب بعيداً في التعطيل، لكن هذا المنطق غير ديموقراطي، وفي الحقيقة هناك قسم من جمهور هذا الفريق مقتنع بذلك». وإذ لفت الى أن «كلّ ما هو مطلوب من الرئيس الحريري نُفّذ، والفريق الآخر لم ينفذ ما يجب أن ينفّذه»، شدّد على أن «هناك ثوابت لا يمكن تجاوزها»، مؤكداً أن «الحريري لن يكون مُرغماً على شيء ما». واعتبر أن «التسوية السعودية - السورية ستأخذ في الاعتبار كيفيّة مواجهة القرار الاتهامي»، متمنياً «ألا يكون هناك لبناني مُتّهم»، ومشيراً الى أن «الدولة اللبنانية ستتصرّف بالوسائل القانونية المتاحة». ونفى عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي أحمد فتفت في حديت إذاعي أن «يكون هناك جديد قبل صدور القرار الاتهامي، وليس في الضرورة ان تكون التسوية تعني حكومة جديدة ولكن ذلك مرهون بالتسوية». ورد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي نبيل نقولا على قول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الخطر على المسيحيين في لبنان يأتي من المسيحيين، معتبراً «ان الخوف على المسيحيين يأتي بسبب مراهنة بعض المسيحيين على اسرائيل وعلى الأميركيين»، لافتاً الى انه «لا يمكننا الاستمرار في الرهان على اسرائيل والأميركيين والفرنسيين لحمايتنا». الى ذلك، أكد منسق الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» فارس سعيد خلال زيارته جعجع أمس، ان «قوى 14 آذار تتمسك بالعدالة في شكل مبدئي الذي لا ينفي تمسكنا أيضاً بالاستقرار وبالسعي المتواصل من خلال الحوار اللبناني - اللبناني أو عبر أي مبادرة داخلية لبنانية لتثبيت الاستقرار في البلد حتى ولو صدر القرار الاتهامي». وقال: «لا نريد ان نذهب الى لبنان بشروط حزب الله ولا نطلب منه أن يأتي الينا بشروطنا، بل كل ما نريده هو أن يأتي حزب الله الى الدولة بشروط الدولة اللبنانية كما ذهبنا نحن الى الدولة بشروطها».