اعلن مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل، استعداده في حال فوزه، لإجراء محادثات مع الدول الست حول الملف النووي لبلاده، مجدداً تمسكه بالبرنامج الذري السلمي. وتوقعت حملة موسوي ان يفوز في الانتخابات من الدورة الأولى. ويتنافس في الانتخابات اضافة الى موسوي، الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) مهدي كروبي وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي. وقال موسوي في مؤتمر صحافي: «إذا انتُخبت رئيساً لإيران، سأستأنف المحادثات النووية مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). لن نتخلى عن التكنولوجيا (النووية). ما سيتم التفاوض عليه هو السبل الواجب اعتمادها لضمان عدم تحويل برنامجنا النووي الى برنامج عسكري». وتتعارض تصريحات موسوي مع موقف أحمدي نجاد الذي استبعد الإثنين الماضي إجراء أي محادثات مع الدول الست حول الملف النووي، داعياً في المقابل الى الحوار حول كيفية المشاركة في «ادارة العالم». ونقلت «رويترز» عن ديبلوماسي غربي بارز قوله أن تصريحات أحمدي نجاد خيبت امل الدول الكبرى. وأضاف: «نريد أن نرى إشارة إيجابية من إيران، ورفض المحادثات النووية برمتها ليس إشارة إيجابية على الإطلاق». وشدد موسوي على ان اجراء «محادثات مع الولاياتالمتحدة ليس محرماً بالنسبة إليّ. إذا غيرت أميركا فعلياًً سياستها حيال إيران، فسنجري بالتأكيد محادثات معهم». وقال: «كل سنة يجددون العقوبات على ايران ويضغطون على الاقتصاد الإيراني، وكلما احتجنا الى شراء طائرات، تثير لنا الولاياتالمتحدة المتاعب». وأضاف ان «مواصلة الإدارة الأميركية اتخاذ خطوات ايجابية، سيخدم ايجاد الظروف الإيجابية التي تسهم في ترطيب العلاقات الثنائية» بين البلدين. واعتبر موسوي إن على الدول الإسلامية أن تكون مستعدة لمحاورة الولاياتالمتحدة، إذا أظهرت واشنطن تغييراً حقيقياً في سياستها حيال طهران. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما حدد الأسبوع الماضي للمرة الأولى، جدولاً زمنياً مبدئياً للمحادثات المرتقبة مع ايران، مشيراً الى انه يريد أن يرى تقدماً جدياً بحلول نهاية هذا العام. وتقول إيران إنها مستعدة لمحادثات «بناءة»، لكنها ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم. وتوقع المرشح الإصلاحي الفوز في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى، مستنداً في ذلك الى استطلاعات الرأي العام و»اتجاهات آراء المواطنين». وقال وزير الاقتصاد السابق صفدر حسيني الذي يؤيد موسوي، في حديث إلى «الحياة»، ان المرشح الإصلاحي سيفوز من الدورة الأولى بنسبة 70 في المئة من الأصوات، مستبعداً انسحاب كروبي لمصلحة موسوي. واعتبر موسوي القضية الفلسطينية «قديمة ومتجذرة في العقل والثقافة الإيرانيين»، مبدياً اعتقاده بأن «استفتاءً شعبياً لسكان الأراضي المحتلة، من يهود ومسلمين ومسيحيين، لاختيار النظام السياسي، هو الخيار الأفضل لحل هذه القضية». وقال ان الوجود الأجنبي في المنطقة لا يخدم الأمن والاستقرار فيها، لأن «لهذه القوات جدول اعمال خاصاً بها ولا ينسجم مع مصالح الشعوب في المنطقة». وتطرق موسوي الى برنامجه الاقتصادي، مشيراً الى انه «يؤمن باقتصاد السوق ودعم الاستثمارات المالية في كل المجالات»، منتقداً السياسة الاقتصادية لحكومة احمدي نجاد. وقال انها «لم تمتلك برنامجاً اقتصادياً، ولم تلتزم خطوات واضحة لإدارة الأمور الاقتصادية في البلاد». في هذه الأثناء، ازداد التنافس على اللون الأخضر الذي اتخذته الحملة الانتخابية لموسوي شعاراً لها، اذ اعتمد مناصرو أحمدي نجاد هذا اللون خلال تجمع ديني اقيم في طهران اول من امس، وطالبوا ب «عودته» الى الحملة الانتخابية للرئيس الإيراني. وقال احمدي نجاد ان يوم لقاء سلفه محمد خاتمي بنظيره الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه في آذار (مارس) 2005، كان «أحد اكثر الأيام اثارة للحزن في حياتي». وأضاف ان «جاك شيراك كان يقف في أعلى الدرج وتعيّن على الرئيس الإيراني السابق ان يصعد درجات عدة للوصول اليه. هذا النوع من السلوك مهين بالنسبة الينا». وبعد تصريح احمدي نجاد، اقدمت حملة موسوي التي يدعمها خاتمي، على نشر صور للقاء المذكور، ويظهر فيها الرئيسان في اسفل درج قصر الإليزيه.