قضية تعليق تخصيب اليورانيوم في الاراضي الايرانية هي رُكن المفاوضات بين ايران ومجوعة دول ال «5+1» الغربية في إسطنبول التركية. هذه المفاوضات لم تبلغ طريقاً مسدوداً بعد، وهي تحتاج الى فرص إرساء الثقة بين الطرفين لبلوغ نتائج تخدم الأطراف كلها، فالجانب الايراني يرى أن حيازته التقنية النووية مكتملة الدورة بالتعاون مع الاسرة الدولية، في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي، ضرورةٌ لا غنى عنها، ولكن الجانب الغربي يربط هذه المساعي باحتمال تطوير سلاح نووي يهدد الامن والسلام العالميين. وجليّ ان النظرة الغربية تستند الي «احتمال» الانتقال الى مرحلة انتاج السلاح النووي اذا امتلكت ايران قدرة التخصيب علي اراضيها. لذا، فرضت الولاياتالمتحدة اجراءات ترسخ سياسة مقاطعة المجتمع الدولي طهران لتغيير السياسة الايرانية النووية وزيادة قيود المقاطعة قبل عقد اجتماع إسطنبول. وتواجه الولاياتالمتحدة والدول الغربية مشكلة توسل ايران بالقوانين معاهدة حظر الانتشار النووي ومواثيقها لكسر الحصار المفروض علي انتاج الوقود النووي ومواجهة الهيمنة الغربية علي استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية، وانتهاج السبل القانونية في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، ومنها عدم الاعتراف بشرعية القوانين الصادرة من مجلس الامن الدولي والتصدي لسياسة المقاطعة والسعي في اشراك اطراف جديدة في المباحثات مع الدول الغربية، مثل تركيا والبرازيل. وخلَّف النهج الايراني أثراً في سياسة الدول المؤيدة لايران في مجلس الامن الدولي، مثل الصين وروسيا، فهاتان الدولتان أيدتا القرار 1929 الصادر عن مجلس الامن الدولي. ويوحي تأييد الصين وروسيا قرار مجلس الامن، ان مجموعة 5+1 ستحاول التضييق على ايران في اجتماع اسطنبول لحملها على المساومة. وفي مثل هذه الاحوال، تبرز ثلاثة سيناريوهات بين ايران والدول الغربية: الاول، يرجح غلبة كفة احد الطرفين علي الآخر. والثاني، يفترض فشل الطرفين. أما الثالث، فيفترض انعقاد ثمار المفاوضات لتحقيق مصالح الجانبين المشتركة. ولا شك في ان السيناريو الثالث يصب في خدمة مصالح الجانبين المشتركة، في اطار مواصلة ايران انشطة التخصيب علي اراضيها لقاء ضمانات بالامتناع من تطوير السلاح النووي. وتقبل ايران التوقيع على البرتوكول الاضافي (على معاهدة منع الانتشار)، او صيغة معدلة منه، لقاء سحب ملفها من مجلس الامن الدولي، وإلغاء اجراءات المقاطعة بكل انواعها، واعتراف الدول الغربيةبايران دولةً نووية. ويكلل الحل هذا بالسعي في نزع الاسلحة النووية من منطقة الشرق الاوسط، ومنها السلاح الاسرائيلي لقاء تعهد ايران الامتناع من تطوير مثل هذه الاسلحة ومساهمتها في اجراءات إخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووي. * معلق، عن موقع «دبلوماسي ايراني» الايراني، 3/ 1/2011، اعداد، محمد صالح صدقيان