أعلنت الولاياتالمتحدة أنها لا تعتزم توسيع دورها في الحرب السورية، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنها «ستدافع عن قواتها عند الضرورة»، وذلك في تلويح ضمني بتكرار الهجوم على العناصر الموالية للقوات النظامية السوري والميليشيات الإيرانية التي تريد التقدم قرب قاعدة التنف العسكرية في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن. وجاء الموقف الأميركي بعد قيام طيران «التحالف الدولي» في سورية بقصف قافلة من فصيل مسلح موال للحكومة السورية وميليشيات إيرانية كانت تتقدم باتجاه قوات تدعمها الولاياتالمتحدة قرب قاعدة التنف العسكرية. ووصفت حكومة دمشق الهجوم بأنه «إرهاب حكومات»، فيما حذّرت روسيا من تداعياته السياسية، قائلة إنه يمثّل انتهاكاً «غير مقبول» للسيادة السورية. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن الولاياتالمتحدة لا ترغب في توسيع دورها في الحرب في سورية لكنها ستدافع عن قواتها إذا استدعت الحاجة. وتابع تعليقاً على الضربات الجوية لقوات «التحالف» (شنتها طائرات أميركية وليست أردنية، كما تردد أول من أمس): «نحن لا نوسّع دورنا في الحرب الأهلية السورية. لكننا سندافع عن قواتنا. وهذا جزء من تحالف يضم أيضاً قوات غير أميركية... ومن ثم سندافع عن أنفسنا إذا اتخذ أحد خطوات عدائية ضدنا». من ناحيته، قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف إن الضربة الجوية التي نفذتها الولاياتالمتحدة تمثّل «إرهاب حكومات» وسببت «مجزرة». وقال إنه أثار الواقعة خلال محادثات السلام في جنيف مع ستيفان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية. وتابع للصحافيين: «كنا نتحدث في شكل مسهب عن المجزرة التي أحدثها العدوان الأميركي في بلادنا وأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والشرح ولم يكن غائباً عن أنظارنا». وأضاف: «المهم في الموضوع هو أن طموحنا السياسي هو الأعلى من حيث الاهتمامات والمشاغل ضمن جميع الأطراف المشاركة، طموحنا طبعاً هو الأعلى لأننا نريد أن نركز باستمرار على مسألة مكافحة الإرهاب، الإرهاب المتمثل بالمجموعات الإرهابية وإرهاب الدول والحكومات أيضاً الذي يجري بحق بلادنا ومن ضمن ذلك طبعاً العدوان الأميركي والعدوان الفرنسي أحياناً والعدوان البريطاني على بلادنا». ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله أمس في جنيف، إن الضربة الأميركية ستعرقل المساعي لإيجاد حل سياسي للصراع هناك، موضحاً أن «أي إجراء عسكري يقود إلى تصعيد الوضع في سورية له تأثير سلبي». وتابع: «هذا غير مقبول تماماً ويمثّل انتهاكاً لسيادة سورية». كما انتقد غاتيلوف ما قال إنها ضربة منفصلة وقعت يوم الأربعاء 17 أيار (مايو). ونُقل عنه القول: «حرفياً قبل يوم من (ضربة الخميس) كانت هناك ضربة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الوفيات بين المدنيين، وهذا أيضاً أمر غير مقبول». ولم تتحدث الولاياتالمتحدة عن أي ضربات نفذها التحالف بقيادة واشنطن في ذلك اليوم». وأدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق أمس بتصريحات مماثلة، واعتبر ضربة طائرات التحالف ضد القوات السورية غير شرعية وغير قانونية وانتهاكاً لسيادة سورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي أمس، إن موقف واشنطن الحالي حيال سورية «متواطئ مع الإرهابيين». من ناحيته، نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله أمس، إن الضربة الجوية أصابت «إحدى نقاطنا العسكرية» من دون أن يخوض في التفاصيل. وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وسبب أضراراً مادية. وقال إن هذا يعرقل مساعي الجيش السوري وحلفائه لمحاربة «داعش». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من ناحيته، «إن طائرات «التحالف» استهدفت مسلحين موالين للنظام من جنسيات غير سورية وقتلت 8 منهم على الأقل، في البادية السورية، بمنطقة باتت تعرف ب «مناطق تقاسم النفوذ» وهي تقع تحت سيطرة الولاياتالمتحدة وعناصر من المعارضة تدعمهم واشنطن. وأضاف أنه تم أيضاً تدمير 4 آليات تابعة للفصيل الموالي للنظام السوري. لكن مصادر أخرى موالية للحكومة السورية قالت إن القتلى ليسوا أجانب بل هم سوريون. وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قد أعلن أن طائرات «التحالف» قصفت مساء الخميس قافلة لفصيل تدعمه الحكومة السورية وإيران، بينما كانت متجهة صوب قاعدة التنف بجنوب سورية في المنطقة النائية قرب الحدود الأردنية، موضحاً أن الفصيل الذي هوجم شكّل تهديداً للقوات الأميركية وعناصر معارضة تدعمها الولاياتالمتحدة في جنوب البلاد.