توصي مصلحة الخدمات الصحية البريطانية الأمهات بعدم البدء بإعطاء أطفالهن الأطعمة التي تحتوي على منتجات القمح أو الشعير قبل عمر الثمانية أشهر، وذلك للوقاية من التحريض على مرض الداء الزلاقي لدى الذين يملكون استعداداً للإصابة به. والداء الزلاقي هو نوع من فرط الحساسية للأمعاء الدقيقة تجاه بروتين الغلوتين الموجود في حبوب القمح والشعير والشوفان والشيلم ومشتقاتها. المعروف أن بطانة الأمعاء من الداخل مغطاة بملايين النتوءات المجهرية التي تشبه في شكلها شكل الأصابع ويطلق عليها في الوسط العلمي اسم الزغابات المعوية، ومهمتها امتصاص العناصر الآتية من الطعام والشراب. وما يحدث في الداء الزلاقي هو ارتكاس مناعي غير عادي في تلك الزغابات تجاه بروتين الغلوتين فتكون النتيجة حصول رشاحة التهابية عنيفة في هذه الزغابات التي تصاب بالأذى والتهتك والضمور والتسطح فلا تستطيع امتصاص العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لعمليات النمو والبناء والإصلاح. ولا يزال السبب المفضي إلى مرض الداء الزلاقي مجهولاً، لكن هناك شكوكاً في عوامل وراثية متورطة في القضية، وما يرجح هذه الفكرة هو مشاهدة المرض في بعض العوائل أكثر من غيرها، خصوصاً لدى أقارب الدرجة الأولى (الأب، الأم، الأخ أو الأخت)، والتوائم. ليس هناك، حتى الآن، علاج يشفي من الداء الزلاقي، ويمكن القول ببساطة مطلقة أن اللبنة الأساسية في المداواة تكمن في شطب الأغذية التي تحتوي على الغلوتين لمنع ظهور المرض ومظاهره المزعجة وبالتالي مضاعفاته. إن تطبيق هذه النصيحة في شكل حازم ومن دون هوادة يسمح للطفل المصاب أن يعيش حياة طبيعية وأن ينمو في شكل عادي من دون مشاكل.