عبدالله الشمري واحد من الإعلاميين العرب، الذين تخصصوا في الملف الإعلامي للعلاقات العربية التركية والقبرصية، ونجح إلى حد كبير في فهم وتوضيح الحركات الإسلامية التركية، له العديد من المؤلفات العلمية الخاصة بتوضيح طبيعة هذه العلاقات، ونشر مقالات وتقارير عدة حول الموضوع ذاته في عدد من الصحف والمطبوعات المحلية والدولية، منحته الخارجية التركية «الوسام الفضي»، وجاء في كلمة وزير الخارجية التركي الموجهة إليه: «في هذا الصدد كنت شخصياً واحداً من اقرب الشهود على الأهمية التي توليها الحكومة التركية لمواصلة تطوير وتوسيع التعاون في جميع المجالات الممكنة مع المملكة، وأود أن أشكركم على جهودكم المخلصة ومساهماتكم التي لا تقدر بثمن، وأنا شخصياً ووزارة الخارجية التركية نتابع ونقدر عملكم على تحقيق هذه الغاية». يؤمن المستشار عبدالله الشمري بأن المملكة وتركيا ترتبطان بروابط دينية وتاريخية وثقافية متعددة، موضحاً ل«الحياة» أنه وعلى رغم «حصول التباعد الموقت طوال عقود مضت بين البلدين، إلا أن العلاقات حافظت على مستويات جيدة من الود والاحترام المتبادل»، مشيراً إلى أنه «بعد وقوع أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، دخلت المنطقة مرحلة جديدة ازدادت فيها التهديدات لدول المنطقة، ما ولد قناعات لدى قادة البلدين بضرورة زيادة التعاون والتنسيق، ولحسن الحظ أن ذلك تزامن مع فوز حزب العدالة والتنمية، ما دفع بالعلاقات السعودية - التركية إلى مستويات عالية من التنسيق، وصولاً للعلاقات الاستراتيجية، وكان خادم الحرمين الشريفين أول زعيم عربي يقوم بزيارتين لتركيا في اقل من عام ونصف العام»، واصفاً هذه الزيارات بأنها «نقلة استراتيجية في تاريخ العلاقات بين البلدين». يقول الشمري: «هدفي من المحاضرات والندوات التي أحضرها هو أن أشرح للمتلقي السعودي كيف أن التغييرات التي حصلت في الوجدان الشعبي والعقل السياسي للجارة تركيا مهمة وجديرة بالمتابعة، ولعل الموقف الرسمي والشعبي والإعلامي التركي المؤيد للشعب الفلسطيني ابتداء من المواقف الحازمة تجاه الاعتداء الإسرائيلي على غزة، وموقف رئيس الوزراء التركي الشهير في دافوس، ومحاولات تركيا الصادقة والمتعددة كسر الحصار على غزة، والتي انتهت بقيادة قافلة الحرية، اذ امتزج الدم التركي بالدم العربي في مقاومة إسرائيل، ما سيغير أموراً كثيرة، ويكفي انه كشف صدق التوجه التركي الجديد، ورغبته في تعزيز العلاقات التركية - العربية على كل المستويات». لكن الشمري لم يخف عتبه على بعض النخب الديبلوماسية والإعلامية والثقافية العربية في عدم قدرتها - بحسب قوله - أو عدم رغبتها في قراءة التغييرات التي حصلت للوجدان الشعبي والعقل السياسي لتركيا، مرجعاً ذلك إلى «القطيعة التي حصلت بين العرب والأتراك طوال ثمانية عقود وقلة الطلبة العرب، خصوصاً من السعودية الذين تخرجوا في جامعات تركية، وكذلك قلة مراكز الأبحاث العربية المختصة في الدراسات التركية في الوطن العربي، إضافة إلى ضعف التفاعل الشعبي مع تركيا، وعدم فهم العقلية والنفسية التركية، وترديد الانطباعات القديمة». الباحث في الشؤون التركية العربية عبدالله الشمري يختتم حديثه ل«الحياة» قائلاً: «إن المرحلة المستقبلية تتطلب جهداً مخلصاً لتعزيز العلاقات بين الشعبين وزيادة انفتاحهما على بعضهما البعض بعيداً عن حساسيات الماضي، الأمر الذي لا يتم إلا بخلق وتكثيف قنوات الاتصال الثقافي والإعلامي على أوسع نطاق لمنع سوء الفهم، اذ ان الحلقة المفقودة في العلاقات الثقافية كانت محدودية التواصل بين النخب الثقافية والاجتماعية، وقلة الزيارات المتبادلة على المستوى النخبوي، وبالتالي فلا بد من تكثيف اللقاءات بين المثقفين ورجال الإعلام والأكاديميين من البلدين».