تغير ملاحظ في الأسلوب الهجومي من جانب الإرهابيين المتحصنين في حي المسورة ببلدة العوامية، بعد استهدافهم أمس دورية أمنية بواسطة قذيفة صاروخية من نوع «آر بي جي» ذات الاستخدامات العسكرية. فبعد استخدامهم خلال الأيام الماضية الأسلحة الرشاشة والمسدسات لاستهداف رجال الأمن والمواطنين والمقيمين، إضافة إلى المعدات التابعة لمقاول المشروع، شهدت الحادثة الأخيرة تغيراً في جانب المواجهة مع رجال الأمن، من خلال القذيفة الصاروخية المستخدمة «آر بي جي»، التي لا يمكن استخدامها إلا بعد تمرينات عسكرية ميدانية تلقاها الإرهابيون، ما يؤكد ارتباطهم بمنظمات ودول راعية للإرهاب، تحاول تنفيذ مخططاتها من خلال مجنديها المحاصرين في حي المسورة ببلدة العوامية، إضافة إلى العبوات الناسفة والتي يتم تصنيعها محلياً ويستهدف بها الإرهابيون الجهات الأمنية بعناصرها، والمعدات المستخدمة لتنفيذ المشروع، والذي حول منحى المشروع التطويري للحي القديم إلى مواجهة أمنية مع مطلوبين اتخذوا من منازله الخربة والقديمة مأوى لهم، ونقطة انطلاق لعملياتهم الإرهابية، ومكاناً لتصنيع قنابل «المولتوف». في حين أكدت الحكومة السعودية أنها ماضية في تنفيذ المشروع، وأن الجهات الأمنية ستقوم بواجباتها ومهماتها في فرض النظام العام في موقع المشروع التطويري بالحي كما هو مخطط له تنموياً، بحسب ما تضمنته الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء والتي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وبعد استشهاد أحد العناصر الأمنية أمس، يرتفع عدد ضحايا تطوير حي «المسورة» منذ بداية تنفيذه قبل أقل من أسبوع إلى أربعة أشخاص، من بينهم طفل سعودي ومقيمان من الجنسية الباكستانية والهندية، إضافة إلى الإصابات التي لحقت بتسعة أشخاص، ستة مواطنين، بينهم طفل وامرأة، وثلاثة مقيمين، اثنان منهما من الجنسية الباكستانية، وأحدهم من الجنسية السودانية، إضافة إلى إصابة تسعة من العناصر الأمنية، أربعة منهم أُصيبوا مع انطلاق المشروع، وخمسة آخرون تمت إصابتهم باستخدام العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية «آر بي جي»، بحسب ما أكدته وزارة الداخلية. وأكدت أمانة المنطقة الشرقية المشرفة على المشروع أن جميع سكان حي «المسورة» تسلموا التعويضات المتفق عليها مسبقاً، وتم إخلاء الحي من السكان تماماً، إلا من الإرهابيين الذين لا يزالون متحصنين بين جنباته، إذ تم إخلاء 488 عقاراً بتعويضات تجاوزت 550 مليون ريال.