فاجأ تنظيم «قاعدة الجهاد - أرض الرباط» (فلسطين) الفلسطينيين في قطاع غزة بإصدار بيان أمس ينتقد فيه حكماً بالاعدام اصدرته محكمة في غزة اخيراً في حق مواطن «غزّي» مسلم قتل غزياً مسيحياً أصدرته محكمة في غزة اخيراً. وجاء البيان بعد 14 شهراً على مقتل زعيم السلفية الجهادية في القطاع الشيخ عبداللطيف موسى على يد الشرطة التابعة للحكومة المقالة. واستنكر التنظيم في بيانه الذي وصل الى «الحياة» عبر البريد الالكتروني «ما أصدرته المحكمة المدنية في غزة بالحكم على أحد الإخوة المسلمين بالإعدام لقيامه بقتل شخص صليبي، وما يدعونه بأنه ينتمي إلى الطائفة النصرانية، أو انه كتابي». ووصف التنظيم المسيحيين في فلسطين عموماً، خصوصاً في قطاع غزة، بأنهم «خرجوا من عقد الذمة مع المسلمين»، وقال: «تطبيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مسلم بكافر. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما». وأضاف: «نلتزم ما يمليه علينا الشرع في هذه المسألة، وننكر ما دون ذلك من أحكام وضيعة ما أنزل الله بها من سلطان». واعتبر أن «الصليبي المقتول ينتمي إلى طائفة صليبية نصرانية»، مستشهداً بآية كريمة في هذا الشأن من «سورة التوبة». وكان شاب مسلم قتل صديقه المسيحي بدافع السرقة، ودفن جثته في أحد بساتين البرتقال قبل أن يبلغ عنه أحد أقاربه. وأصابت الجريمة آنذاك الفلسطينيين بالصدمة، خصوصاً أنها جاءت بعد نحو عامين على قتل شاب مسيحي على يد سلفيين جهاديين. ويرى الفلسطينيون أن مثل هذه الجرائم تضرب التسامح والعلاقات الأخوية بين المسلمين والمسيحين في العمق، وتصيب النسيج الاجتماعي بشرخ وجرح تصعب مداواته، كما أنها تسيء الى صورة الاسلام السمح. لكن «تنظيم القاعدة» رأى أن «الحكم الجاري على أهل الكتاب هو القتل أو الدخول في الإسلام، أو البقاء في عهد الذمة الذي يخولهم الإقامة في دار الإسلام على وجه الدوام شرط أن يحافظوا على العهد والإيفاء به، فإذا نقض الذميون عهدهم وخرجوا عن الدولة الإسلامية، سواء كانوا منفردين أو مع أهل حرب، بأن ينضموا إلى دولة تحارب المسلمين، بذلك يكونون نقضوا العهد ويُحكم عليهم حكم أهل الغدر والشقاق وتستباح دماؤهم وأموالهم، فكيف إذا كان هؤلاء الصليبيون، أو ما يسمونهم بالنصارى، نقضوا عهدهم ونقضوا العهدة العمرية التي عقدها الفاروق عمر رضي الله عنه مع النصارى». وأكد: «اننا مع تغاضينا عن هذه الطائفة الصليبية الكافرة لما نراه مع عدم مقاتلتهم ولما فيه من درء مفسدة أعظم لبلاد المسلمين، لكن في هذا الوقت الذي بلغ فيه الأمر مبلغه وتفنن أعداء الله في حربهم على الإسلام والمسلمين، سواء كانت هذه الحرب قتالية أو اقتصادية أو فكرية كالحرب الباردة أو التبشيرية ودعوة للجاهلية، نوجه رسالتنا في هذا البيان إلى الصليبين عموماً، وإلى من هم في غزة خصوصاً بأنهم خرجوا من عقد الذمة مع المسلمين». وشدد على أن «أي حكم بالقتل، سواء صدر في غزة أو في الضفة في حق أي أخ مسلم قصاصاً لشخص كافر فهو باطل شرعاً وفرعاً، وهذا يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء، وفتح باب طالما أردنا أن نفتحه ونكشف للناس ما وراءه من كفر وضلال وإلحاد باسم تحرير الأديان». وحذر الحكومة المقالة في غزة التي تقودها حركة «حماس»، من دون أن يذكرها بالاسم، «من تنفيذ أي حكم في حق المسلمين لإرضاء الكافرين، لأن عواقبه ستكون وخيمة على هذه الطائفة الصليبية». ووجه رسالة الى «أمتنا الإسلامية الغالية» و «شعبنا المسلم المجاهد الصابر وأهل التوحيد في غزة العزة»، قائلاً: «لقد أنزل الله كتاباً أحكامه سماوية، وموازينه قرآنية، وقوانينه محمدية قوله فصل وما هو بالهزل هو الحكم الذي بيننا وبين الناس، فالأميركي المسلم أخونا الحبيب، والعربي الكافر عدونا البغيض، ولو اجتمعنا في رحم واحد، فلنا غاية وهدف وهو أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى».