أبيدجان، جنيف - أ ب، رويترز، أ ف ب - حضّ معسكر الحسن وترة الذي اعترف المجتمع الدولي بفوزه في انتخابات الرئاسة في ساحل العاج، «المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا» (إيكواس) على التدخل عسكرياً لإطاحة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي تعهّد «عدم الاذعان» للضغوط، متهماً المجتمع الدولي بتنفيذ «انقلاب» لإبعاده. وقال غيوم سورو الذي عيّنه وترة رئيساً للوزراء: «الرسالة تبدو واضحة. انها الفرصة الأخيرة امام غباغبو للحصول على رحيل سلمي من السلطة وضمان حصانة قانونية». لكنه أضاف «ان العقوبات او الضغط الدولي، لم تقنع غباغبو بالتخلي عن السلطة. أدعو الى استخدام القوة المشروعة. علينا الانتظار قبل ان نرى ديكتاتوراً يتخلى عن السلطة في شكل سلمي». في الوقت ذاته، قال ميتي سيندو الناطق باسم وترة: «ثمة حل وحيد فقط. استخدام القوة». وأضاف في فندق «غولف» في أبيدجان حيث يتحصّن وترة وأنصاره بحماية حوالى 800 من قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام، ان اللقاء الذي سيجريه وفد «إيكواس» مع غباغبو غداً، «ستكون الجولة الأخيرة من المحادثات، وبعد ذلك يجب أن تأتي قوات إيكواس. غباغبو يعتقد أنه سيستطيع النجاة والبقاء في السلطة، بعد شهرين أو ثلاثة أشهر. وهو محقّ في ذلك، سيكون (عزله) أكثر صعوبة». واعتبر سيندو إن قوة من ألفين إلى ثلاثة آلاف جندي ستكون كافية لإطاحة غباغبو، قائلاً: «خطة جيدة وتصميم حقيقي، هذا ما سيجعله يرحل. غباغبو لا يريد أن يواجه القوة». وكان وترة أمهل غباغبو حتى منتصف ليل الجمعة-السبت للتخلي عن السلطة، في مقابل «ضمانات» بعدم المساس به. لكن غباغبو أكد انه «لن يذعن للضغوط»، مندداً ب «المحاولة الانقلابية التي تجرى تحت راية المجتمع الدولي». وقال في خطاب بثه التلفزيون لمناسبة رأس السنة: «سأبقى حيث وضعني العاجيون بأصواتهم. لن نتنازل. لا يحقّ لأحد دعوة جيوش أجنبية الى غزو البلاد. واجبنا الأكبر إزاء بلدنا يتمثل في الدفاع عنه في مواجهة هجوم أجنبي». لكنه اعتبر ان «زمن الحرب ولى، الآن زمن الحوار». وأعلن غباغبو انشاء «لجنة مكلفة وضع حصيلة اعمال العنف التي تلت الانتخابات»، موضحاً انها «ستضع تقريراً مفصلاً قدر الإمكان حول انتهاكات حقوق الإنسان على كل الأراضي الوطنية، قبل الاقتراع وخلاله وبعده». وأشار سورو الى مقتل اكثر من مئتي شخص وجرح حوالى ألف في اعمال العنف التي اعقبت الاقتراع، فيما يؤكد معسكر غباغبو ان عدد القتلى لا يتعدى ال53. في جنيف، أعلنت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي إنها بعثت برسالة خطية الى غباغبو ومسؤولين بارزين آخرين في ساحل العاج، «تذكرهم بأنهم سيُحاسَبون شخصياً عن انتهاكات لحقوق الإنسان تنتج من افعالهم و/أو إهمالهم، طبقاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان». وقالت: «لم يعد في إمكان رؤساء الدول وشخصيات نافذة أخرى، الاطمئنان إلى أنهم يستطيعون ارتكاب انتهاكات فظيعة، والإفلات من العقاب». وعلى رغم تهديد وزير العمل والشباب شارل بليه غوديه الموالي لغباغبو، بأن آلافاً من انصاره سينطلقون السبت ل «تحرير» فندق «غولف» الذي يقيم فيه وترة مع انصاره، إلا أن أحداً لم يقترب من الفندق. يأتي ذلك فيما يعود غداً الاثنين الى أبيدجان وفد «إيكواس» لإجراء جولة محادثات ثانية مع غباغبو، بهدف إقناعه بالتنحي أو مواجهة خيار القوة. ويضم الوفد رؤساء بنين بوني يايي وسيراليون ارنست كوروما والرأس الأخضر بيدرو بيريس. وحذرت سيراليون من ان اللقاء مع غباغبو سيكون «الأخير». في غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 59 شخصاً من المقربين من غباغبو، أصبحوا ممنوعين من الحصول على تأشيرات دخول لدول الاتحاد. وكانت سلسلة أولى من العقوبات استهدفت 19 شخصاً، بينهم غباغبو وزوجته.