لم يفق بعد سكان حي أم الخير «شرق جدة» من صدمة «كارثة جدة» التي خلفت وراءها سيولاً جارفة اجتاحت كامل الحي وعمت منازلهم وتسببت في تلفيات كبيرة، حتى فاجأتهم أول من أمس سيول مشابهة وإن كانت أقل وطأة، فعاد الحي للغرق وتمكنت المياه من المنازل مخلفة وراءها دماراً كبيرا، مطالبين بإزالة الحي بالكامل. وقال أحد سكان الحي المواطن سامي حابس ل«الحياة»: «إن غزارة الأمطار سببت رعباً كبيراً في نفوس سكان الحي، حتى بدأ النساء والأطفال في البكاء متذكرين مشاهد الرعب للكارثة الماضية». وأضاف: «لم تكن لحظات كارثة جدة تغيب عن أنظار الجميع على اعتبار أنهم لم يشاهدوا الجهات المسؤولة تأخذ الاحتياطات اللازمة التي تقي الأحياء المتضررة من الكارثة السابقة وتدفع الضرر المحدق عنهم». وأكد حابس الخوف الشديد الذي يعتري سكان الحي من تكرار الحادثة مرة أخرى إذا لم يعتدل الوضع، مشدداً على أن الخسائر التي تعرض لها الحي ضخمة جداً، طاولت الأثاث والسيارات، ويمكن تقديرها بمئات الآلاف. وأضاف: «إن الجهات المسؤولة لم تخاطب أحداً من السكان بمغادرة الحي أو أخذ الاستعداد في حال اقتحام السيول لمنازلهم، بل على العكس كنا نقرأ تطمينات كثيرة من بعض مسؤولي جدة، وصدقناها، إلا أن ما حدث كشف أن بنية الحي التحتية ضعيفة جداً وتحتاج إلى تأهيل كامل». وأوضح مواطن آخر من سكان الحي ل«الحياة» أن التيار الكهربائي انقطع عن الحي بالكامل، ولم يعد إلا صباح أمس (الجمعة)، مضيفاً: «إن المساعدة في الكارثة الماضية لم تكن على قدر الأضرار الناجمة، كما أن أمانة جدة تفتقد النظرة الاحترافية لتقويم حاجات الأحياء في شرق جدة». من جهته، أكد المواطن عبدالله الفواز أن الحي مهدد بكارثة حقيقية إذا لم تتدخل الجهات المسؤولة عاجلاً وتتخذ اجراءات جذرية تضمن سلامته. وقال: «إن الأضرار التي تعرض لها حي أم الخير كبيرة، وعمت أرجاء منازل الحي، وتضرر الأثاث والجدران والسيارات»، متسائلاً: «كيف يتم إنشاء مخطط سكني على مجرى سيل، ومن المتسبب في ذلك؟»، مضيفاً: «لا توجد حلول وسط أو مهدئات في مثل هذا الوضع، فإما إزالة الحي كاملاً، أو إنشاء شبكة يتم من خلالها تصريف المياه بأمان»، مؤكداً أن مدينة جدة بالكامل ومخطط أم الخير خصوصاً تشكو من ضعف البنية التحتية.