كشف المختص في الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الدكتور رونن برغمان، أن لدى مخابرات شرطة دبي شريطاً داخلياً يشير إلى أن تسعة من مجموع المشبوهين ال 27 في اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي قبل نحو عام، نفذوا في الفترة الواقعة بين 6 و8 تشرين الثاني (نوفمبر)، أي قبل شهرين من الاغتيال، محاولة اغتيال اخرى فاشلة عن طريق إدخال السم إلى جسمه، لكن ليس واضحاً كيف تم ذلك، هل عن طريق إدخال السم في شراب قُدم له، أم عن طريق لمس قطعة أثاث في غرفته. وأضاف أن السم كان مفروضاً أن يقتل المبحوح بعد ساعات معدودة من تغلغله إلى دمه. لكن المعلق لم يوضح كيف لم يقتل السم المبحوح، إلا أنه أضاف ان الاخير مرض فعلاً في الشهر المذكور، وأن شقيقه روى أنه شعر فعلاً بوعكة وفقد وعيه لساعات طويلة عاد بعدها الى دمشق ليقول له طبيبه أنه أصيب بفيروس معدٍ. وبحسب الكاتب، فإن المبحوح لم يفسر ما حصل له على أنه محاولة اغتيال. وأضاف أن شرطة دبي تعتقد أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد)، وإزاء فشله في تنفيذ «اغتيال صامت» للمبحوح، أقرّ تغيير طريقة الاغتيال من خلال «التأكد عن قرب» مِن قتله، وهو ما حصل بعد شهرين. وجاء هذا الكشف في إطار تحقيق مطول أجراه برغمان ونشره في «يديعوت أحرونوت»، وقال إنه يعتمد ما نشرته شرطة دبي بعد الاغتيال ومصادر أجنبية متنوعة وتحليلات خبراء «تقود مجتمعةً إلى استنتاج بأن موساد هو من نفذ عملية الاغتيال في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي، بالرغم من النفي الإسرائيلي». ومن الجديد الذي جاء به برغمان، هو أن أمر اغتيال المبحوح معروف في «موساد» ب «أمر الصفحة الحمراء»، مشيراً إلى أن ذلك يعني أن رئيس «موساد» هو من يقرر تنفيذ اغتيال بعد أن يعلل ذلك أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع المطلوب منهما التصديق على الأمر، موضحاً أن إصدار قرار كهذا لا يعني تنفيذه الفوري، إنما يمكن الانتظار حتى يتسنى الأمر، لكن لا يتم إلغاؤه إلا بقرار جديد. وأشار إلى أن قرار اغتيال المبحوح اتخذ منذ سنوات كثيرة وبقي ساري المفعول «في انتظار اللحظة المناسبة»، من دون أن يشير تحديداً إلى هوية رئيس الحكومة الذي أقر الاغتيال، لكن الواضح أن رئيس «موساد» الحالي مئير داغان ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك صادقوا مجدداً على القرار. أما الاسم الكودي الذي أعطي للمبحوح، فكان «شاشة بلازما». وتناط مهمة اغتيال من يوصف ب «الصفحة الحمراء» بالوحدة النخبوية في ال «موساد»، المعروفة باسم «قيساريا» المكلفة تنفيذ «مهمات خاصة»، والمعتبرة «فخر موساد»، والتي تعتمد اساساً «مقاتلين» إسرائيليين لا اجانب. وأضاف ان لإسرائيل «حساباً مفتوحاً» منذ 21 عاماً مع المبحوح بداعي مسؤوليته عن خطف جنديين إسرائيليين وقتلهما عام 1989، وفي السنوات الأخيرة تهريب أسلحة من إيران إلى غزة. ويستعرض الكاتب ما حصل في دبي منذ وصول المشبوهين ال 27 بالاغتيال، صباح 18 كانون الثاني وحتى موعد مغادرة آخرهم دبي بعد 48 ساعة، وغالبيتها تفاصيل أتت على نشرها شرطة دبي. كما يستعرض المعلق الأخطاء التي وقع بها المنفذون خلال مكوثهم في دبي، وأدت إلى كشف هوياتهم «المزورة». كما يكشف أن الاتصال المكثف بين أفراد الخلية أثناء وجودهم في دبي، لم يكن مباشراً، إنما تم عن طريق بدالة خاصة أقيمت لهذا الغرض في النمسا.