خلص استطلاع لآراء خبراء وعناصر يعتقد أنها على صلة ب «القاعدة» عبر شبكة الإنترنت، إلى أن التنظيم يعتمد في تمويله على «استغلال المنظمات الخيرية» في البلدان الإسلامية والغربية، إلى جانب دعم من وكالات استخبارات أجنبية. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه «مركز الدين والسياسة»، مقره الرياض، حول «مصادر تمويل تنظيم القاعدة»، أن 78 في المئة من المشاركين يعتقدون أن التنظيم استغل بعض الجمعيات الأهلية والعمل الخيري في تمويل نشاطاته الإرهابية، فيما استبعد 6 في المئة منهم إمكان ذلك، وأعرب 6 في المئة عن عدم تأكدهم من حقيقة الأمر. وعن اعتماد التنظيم العمليات غير المشروعة كغسل الأموال وتجارة المخدرات، أعرب 12 في المئة عن اعتقادهم بقيام التنظيم بالاعتماد أساساً على الكسب غير المشروع في التمويل، فيما رأى نحو 78 في المئة إمكان لجوئه إلى تلك الوسائل كمصدر مساعد. وكشف الاستطلاع كذلك أن حوالى 70 في المئة، رجحوا أن التنظيم يقوم بالتمويل الذاتي بواسطة أفراده والجماعات المتعاطفة معه، في مقابل 30 في المئة قللوا من شأن هذا التمويل مقارنة بالمصادر الأخرى. وأظهرت النتائج في جانب منها أن حوالى 17 في المئة، ممن استطلعت آراؤهم يرون اعتماد «القاعدة» على الدعم الخارجي من جانب بعض الجهات والمنظمات غير الإسلامية، فيما توقع 76 في المئة من العينة المشاركة، لجوء «القاعدة» إلى الدعم الخارجي أحياناً، بينما استبعد 6 في المئة من المشاركين إمكان لجوء «القاعدة» إلى الدعم الخارجي. واعتبر المشرف على المركز خالد المشوح أن «المصادر التي تتدفق من خلالها الأموال على التنظيم، بقيت لغزاً محيراً لكل المتابعين لتحركاته، «خصوصاً أننا في السعودية، على سبيل المثال، قل أن تعلن السلطات قبضها على مجموعة أو فصيل إرهابي إلا وأعلنت بين المقتنيات أموالاً طائلة، إذا قورنت بحجم الضغط المفروض على هذه النشاطات، ما دفع إلى التساؤل عن المصادر الحقيقية. والثغرات التي ما زالت تستمد القاعدة منها السيولة اللازمة للقيام بأنشطتها». ونبه المشوح الذي تخصص منذ 2001 في متابعة نشاط «القاعدة»، إلى أنه على رغم الحصار الدولي المفروض على منابع تمويل «القاعدة» إلا أن « التنظيم ما زال يحصل على أمواله في شكل مريح، لا سيما بعد العمليات النوعية التي فاجأ بها العالم عام 2010 والتي تتطلب تمويلاً كبيراً. بعضهم يرى أن التنظيم يعتمد على تجارة المخدرات وبعضهم يرى في عمليات الخطف والافتداء أحد تلك المصادر، بينما يرى آخرون أن الجمعيات الخيرية الإسلامية مخترقة، وهي التي توفر ذلك الدعم. أما بعض المراقبين فيرون أن التنظيم لديه أتباع قادرون على توفير الدعم، لذلك كان لا بد من إجراء دراسة توضح بعض المؤشرات المهمة حول هذا الموضوع».