أعادت الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها محافظة جدة خاصة الجزء الشرقي منها صباح أمس إلى أذهان السكان شبح سيل الأربعاء والذي تسبب في أعداد كبيرة من الوفيات العام الماضي وشهدت مناطق أم الخير ووادي مريخ ووادي قوس والحرازات والصواعد أمس عدداً من حالات الهلع التي انتابت السيدات والأطفال على وجه الخصوص ولجأ سكان تلك المناطق إلى أسطح المنازل فيما أصيبت سيدة في مخطط أم الخير بحال إغماء نتيجة الخوف والهلع جرى إنقاذها ونقلها بعد أن قام أحد أفراد الأسرة بطلب النجدة من على سطح المنزل. وأجلت فرق الدفاع المدني أمس سكان مجمع أم الخير شرق محافظة جدة بعد أن غمرت مياه الأمطار الأدوار السفلية منه واحتجزت سكانه لساعات في الطوابق العلوية قبل أن تنجح فرق الدفاع المدني من خلال القوارب المطاطية من إنقاذ أكثر من 200 شخص. وكانت جدة شهدت صباح أمس أمطاراً غزيرة تفاوتت غزارتها بين متوسطة وغزيرة على بعض الأحياء في شرق وشمال المحافظة التي شهدت ارتفاعاً في منسوب المياه إلى أكثر من متر في بعض المناطق ما أدى إلى شلل الحركة المرورية في طريق الملك وطريق الحرمين اللذين شهدا تكدساً للسيارات التي ترجل منها ركابها وتركوها على جوانب ووسط الطريق تخوفاً من المياه التي ارتفع منسوبها في المنطقة الواقعة بين كوبري فلسطين وكوبري الملك عبدالله وتسببت في عدد من الحوادث المرورية فيها. وأعلنت إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة حال التأهب القصوى وتسخير إمكاناتها الآلية والبشرية كافة خلال اليومين الماضيين استعداداً للتعامل مع الأمطار الغزيرة والسيول المتوقعة على وادي قوس وأم الخير التي نشرت فيها عدداً من الفرق الميدانية لمراقبة وتتبع حال الوديان وإبلاغ غرفة العمليات بالمستجدات كافة حتى يمكنها تنفيذ عمليات الإخلاء والإنقاذ لسكان المناطق المحاذية لمجاري تلك الأودية، بينما بدأ مندوبو الجهات الحكومية المعنية في تنفيذ خطط تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في التواجد في مواقعهم المخصصة في غرفة العمليات للتعامل مع الحال وفق اختصاصاتها. وتسببت أمطار أمس في عدد من حوادث الانقلاب لعدد من السيارات وانهيار أحد المنازل في منطقة وادي مريخ واحتجاز سكانه داخله وانهيارات لعدد من أسوار المنازل والاحواش وأعمدة الإنارة في مناطق وادي مريخ والصواعد وأم الخير واحتجاز عدد من الأسر في تلك المناطق تم إنقاذهم بواسطة الطيران العمودي والقوارب المطاطية ونقلهم إلى مواقع الإيواء، في الوقت الذي طالب فيه الدفاع المدني سكان المناطق المجاورة لوادي أم الخير إخلاء منازلهم والانتقال لمواقع آمنة بيد أن نداءات الدفاع المدني وُوجهت بالتعنت من بعض السكان الذين رفضوا ترك منازلهم. وكانت مناطق شرق جدة ومنها وادي قوس ووادي مريخ ومخطط أم الخير والصواعد والحرازات الأكثر تضرراً من أمطار أمس ما استدعى مساندة قوات الدفاع المدني في محافظة جدة بعدد من الآليات والقوارب والأفراد من العاصمة المقدسة ومحافظة الطائف إضافة إلى مساندة جهات عسكرية أخرى بأعداد من الضباط والأفراد والآليات من الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود وطلعات بالطائرات العمودية في جولات جوية على المناطق المتضررة والأودية وطريق الحرمين وإنقاذ عدد من الأسر التي كانت محتجزة. وانحصرت الأضرار في بعض المناطق الأخرى في محافظة جدة في احتجاز عدد من السيارات في شارع الملك خالد وطريق الملك وشارع الستين إذ جرى إغلاق الطرق والكباري المؤدية لهذه المناطق من الدوريات الأمنية والمرور لتمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ المحتجزين داخل سياراتهم . وذكر الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري أن التوجيهات صدرت بإيواء سكان مجمع أم الخير في الشقق المفروشة بعد أن نجحت جهود الدفاع المدني في إنقاذهم بعد محاصرة المياه لكامل الأدوار السفلية للمجمع ولجوء السكان للأدوار العلوية للمبنى الذي تم قطع التيار الكهربائي عنه إذ نقلوا إلى الشقق المفروشة في حضور مندوب من وزارة المال. وأضاف أن الأحداث انحصرت في شرق محافظة جدة بعد وجود حال سيل في وادي قوس وتجمع المياه في وادي مريخ وأم الخير، مشيراً إلى أن الطيران العمودي تمكن من إنقاذ ثلاث سيدات وطفلين من مخطط أم الخير، بينما تمكنت الفرق الأرضية المزودة بالقوارب المطاطية من إنقاذ عائلة مكونة من سبعة أفراد بعد سقوط سيارتهم في بطن الوادي وإنقاذ خمس حالات لثلاث سيدات وطفلتين.