أكد مسؤولون أمنيون إطلاق الرصاص اليوم (السبت)على عشرة عمال في مشروع شق طريق يربط بلدات بمبادرة «الحزام والطريق» الصينيةجنوب غربي باكستان، على بعد حوالى 20 كيلومتراً من مدينة جوادار في إقليم بلوشستان الذي يمثل المركز الرئيس ل «الممر الاقتصادي» الصيني - الباكستاني. وقال محمد ظريف (المسؤول في قوة أمنية تشرف على الأمن في بلوشستان حيث تقتصر سلطة الشرطة على المراكز الحضرية الرئيسة): «أُطلق الرصاص على جميع العمال من مسافة قريبة». وتعرض العمال لإطلاق النار اليوم أثناء عملهم لصالح الحكومة الإقليمية في موقعي بناء منفصلين على بعد ثلاثة كيلومترات من بعضهما البعض على طول الطريق نفسه. وقال ظريف إن عاملين أصيبا ونقلا إلى المستشفى وتوفي أحدهما متأثراً بجروحه. وميناء جوادار نقطة الخروج إلى طريق مزمع يربط شينغيانغ في أقصى غرب الصين ببحر العرب. وكان مستشار حكومة رئيس الوزراء نواز شريف نديم جواد، والذي يعمل أيضاً في برنامج «الممر الاقتصادي» قال سابقاً إن ممر جوادار- شينغيانغ سيبدأ العمل اعتباراً من حزيران (يونيو) من العام المقبل. وأوضح أن باكستان تتوقع أن تمر منه أربعة في المئة من التجارة العالمية بحلول العام 2020. لكن بلوشستان تواجه منذ فترة طويلة اضطرابات أمنية. ويشن انفصاليون في الإقليم حملة ضد الحكومة المركزية منذ عقود للمطالبة بنصيب أكبر من موارد المنطقة الغنية بالغاز. وقال مسؤولون أمنيون إن المتشددين حاولوا من قبل تعطيل أعمال بناء الممر، ما أسفر عن مقتل 44 عاملاً منذ العام 2014 جميعهم باكستانيون. وشكل الجيش الباكستاني فرقة في العام 2015 يعتقد أنها تضم عشرة آلاف جندي خصيصاً لحماية مشاريع الممر والعمال الصينيين. والطريق التي كان يعمل فيها العمال الذين تعرضوا إلى الهجوم اليوم، ليست مخصصة لمشاريع «الممر الاقتصادي»، لكنها جزء من شبكة لربط طرق تعد جزءاً منه. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق النار، لكن هجمات سابقة في المنطقة نفذها انفصاليون يعتبرون مشاريع البناء هذه وسيلة لانتزاع أراضيهم. وقال وزير داخلية بلوشستان سارفراز بوغتي إن إطلاق النار يأتي بعد يوم من هجوم نفذه انتحاري كان يستهدف موكب نائب رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، ما أسفر عن سقوط 26 قتيلاً وإصابة 40 آخرين. وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عبر «وكالة أعماق للأنباء» التابعة له مسؤوليته عن هجوم أمس.