تنطلق مساء اليوم في عمّان الدورة الثانية عشرة لمهرجان «ليالي المسرح الحر»، على خشبة «مسرح هاني صنوبر» في المركز الثقافي الملكي، تحت شعار «المسرح في مواجهة الفكر المتطرف». واختارت اللجنة العليا للمهرجان الذي تنظمه فرقة المسرح الحر، الكويتية حياة الفهد شخصية المهرجان لهذه السنة، والمصري سامح الصريطي ضيف شرف. وتشارك في المهرجان الذي يستمر حتى 19 الجاري، مسرحيات: «يا سم» للمخرجة شيرين حجازي (مصر)، «الصبية والموت» من إخراج سميرة بوعمود (تونس)، «العائلة الحزينة» من إخراج عبدالعزيز صفر وإنتاج فرقة مسرح الخليج العربي (الكويت)، و «العمود» من إخراج محمد خميس وإنتاج فرقة الرستاق (سلطنة عُمان)، و «ظلال أنثى» من إخراج إياد شطناوي وإنتاج فرقة المسرح الحر (الأردن). ومن العروض الأجنبية في المهرجان الذي يرعى افتتاحه وزير الثقافة نبيه شقم: «VENOM HAMLET BUNKER Tuba» من المكسيك، و»Dei and Angels» من بولندا، و»Sweetysweety» من فرنسا، و»BUNKER» من تشيلي. وتتنافس العروض المشاركة على ثلاث جوائز لأفضل عمل مسرحي متكامل (ذهبية وفضّية وبرونزية)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى جائزة ذهبية المسرح الحر لأفضل سينوغرافيا والتي استُحدثت في هذه الدورة. ويشارك في الندوة الفكرية التي تحمل عنوان «المسرح والموسيقى» سامح مهران من مصر، وشادية زيتون وعبيدو باشا من لبنان، وسعيد كريمي من المغرب. وللسنة الثالثة على التوالي، تقام على هامش المهرجان الذي صمّم أيقونة جوائزه الفنان الكويتي فيصل العبيد، ورشة مسرحية لمدة عشرة أيام حول إعداد الممثل، يتولى التدريب فيها المخرج التونسي معز القديري. وكانت الورشة التي بلغ عدد المسجلين فيها 120 من الهواة والمبتدئين، بدأت قبل إطلاق المهرجان، ويتوقَّع أن يقدَّم نتاجها خلال حفلة اختتامه. وقال مدير المهرجان الفنان علي عليان رداً على سؤال ل «الحياة» عن سبب توجيه الدعوة إلى أشخاص ممن سبقت دعوتهم للمشاركة في المهرجان أو ممن تتكرر أسماؤهم في المهرجانات العربية الشبيهة: «هذا المهرجان مستقل في كل برامجه، وله الحرية في دعوة من يشاء، كل بحسب طبيعة مشاركته، وعادةً تُوجَّه الدعوات إلى أسماء عربية كبيرة بفكرها ومنهجها». ورأى أن هذه المسألة تُحسَب للمهرجان لا عليه، لأن المشاركين «لو كانوا دون المستوى المطلوب لكانت النظرة إلى المهرجان سلبية»، مضيفاً: «يبدو أن هناك خلطاً في الأمور، فالمشاركون في الندوة الفكرية لهذه الدورة لم يسبق لهم أن شاركوا في أيّ نشاط عندما حضروا الدورات السابقة». وعن اندراج هذا التوجُّه ضمن ما يسمّى «السياحة المسرحية»، أكد أن إدارة المهرجان تنأى عن هذا الفهم عند دعوتها الضيوف والمشاركين، وأن لكل من هؤلاء «مهمة محددة» ضمن النشاطات. وأوضح أن القائمين على هذه التظاهرة لهم موقف ضدّ «التبادلية» في المهرجانات، وأنهم كثيراً ما يعتذرون عن عدم تلبية دعوات يتلقّونها من مهرجانات عربية «لأسباب مهنية». وفي ما يتعلق بشخصية المهرجان وضيف الشرف، قال عليان إن حياة الفهد وسامح الصريطي اسمان كبيران ولكل منهما تاريخه الفني، «فما المانع أن يتكرّر تكريمهما، علماً أنهما يحلّان للمرة الأولى ضيفَين على الأردن، والفنانون الكبار تتدافع الدول لاستضافتهم وتكريمهم». وعن اتخاذ هذه الدورة شعار «المسرح في مواجهة الفكر المتطرف» الذي سبق أن كان شعاراً للدورة السابقة، وهل كان هذا بدافع مجاراة «الموضة» والتماشي مع الخطاب الإعلامي الثقافي السائد، قال: «كنا أول من طرح موضوع دور المسرح في محاربة العنف المجتمعي، بخاصة في الدورات الأخيرة، لوعينا بأهمية الفن في مواجهة قوى الفكر الظلامي. واضطلعنا بدور فاعل في هذا الجانب من خلال برامجنا المتنوعة، ومنها مسرح الطفل في الأرياف والمناطق النائية والأقل حظاً». وأوضح أن نحو 180 عرضاً مسرحياً موجهاً للطفل قُدّمت في المناطق، و115 عرضاً للكبار، لافتاً إلى أن الدورات المقبلة ستحمل الشعار نفسه «طالما بقي الوضع العربي على ما هو عليه». واعتبر أن عنوان الندوة الفكرية «المسرح والموسيقى» يُبرز «أهمية دور الموسيقى في المسرح. ويشارك في الندوة طلبة كلية الفنون في الجامعة الأردنية بتخصصاتهم المختلفة ليستفيدوا من مخرجاتها». وأضاف أن هذه الندوة ليست ل «التزيين البرامجي»، لأن من يحضرها أو يستفيد منها هم المنتدون أنفسهم، وهم «الجمهور الحقيقي» الذي أقيمت من أجله. ولفت إلى أن مسرحية «ظلال أنثى» التي أنتجت بدعم من وزارة الثقافة وعُرضت في مهرجان المسرح الأردني أواخر العام الفائت، ستقدَّم في حفلة افتتاح المهرجان، لكنها ستكون خارج مسابقته الرسمية.