اختتم مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي أعمال دورته الجديدة بتخصيص جلستها الختامية لمناقشة توصياته، التي بدلاً من إقرارها حوّلت إلى لجنة الصياغة. وشهدت الجلسة الختامية مداولات ساخنة، إذ اعترض الدكتور عبدالكريم زيدان على عدم إصدار المجمع رأيه في قضية حكم إثبات ولد الزنى بالاستحلال، وتأجيلها إلى حين عقد ندوة شاملة عن الأسرة. وفي قضية استمرار شركات الإنتاج السينمائي في إعداد أفلام ومسلسلات تُظهر ممثلين يمثّلون شخصيات الأنبياء والصحابة، شدد الدكتور فريد واصل على توافق المجامع الفقهية الإسلامية على حرمة ذلك. وقال: «إن مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر أصدر فتوى بتحريم تمثيل حياة الأنبياء والعشرة المبشّرين بالجنة من الصحابة فقط، وأنا أساند هذا التوجّه، أما إذا اتخذ المجمع قراره بتحريم ذلك على الأنبياء وجميع الصحابة فأنا أتحفظ على القرار». وأيّد الدكتور عبدالله الركبان رأي الدكتور واصل، وقال: «لا شك أن تصوير الأنبياء لا يجوز، أما تصوير الصحابة فهو محل خلاف واجتهاد، ولا أرى مانعاً من تصوير الصحابة، وإن لم يعجب كلامي كثيراً من الحاضرين». وحول قضية إدارة السيولة في المصارف الإسلامية، طالب الدكتور حمزة الفعر المجمع بصيغة يتضمنها البيان الختامي تلزم البنوك الإسلامية بإيجاد مؤسسات علمية ومراكز بحث تتولى طرق الاستثمار. وفيما حوّل أعضاء المجمع نتائج دراساتهم ومداولاتهم إلى اللجنة المختصة بالصياغة النهائية، لم تُصدر رابطة العالم الإسلامي بيانها الختامي المتضمن القرارات النهائية التي توصّل لها المجمع، إلا أن مصادر ذكرت ل «الحياة» أن المجمع اتخذ رأيه في قضية تصوير الأنبياء والصحابة بالتحريم مستنداً إلى قرار أصدره في دورة سابقة، وتضمّن بيان التحريم مجموعة من فتاوى المجامع الفقهية في العالم الإسلامي المتوافقة مع رأي المجمع.