قال محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي اليوم (الخميس) إن قادة عسكريين وسياسيين وقبليين بارزين شكلوا مجلساً جديداً يسعى إلى انفصال جنوب اليمن وهو ما يهدد بإثارة المزيد من الاضطرابات في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عامين. وأعلن الزبيدي ذلك في خطاب تلفزيوني وظهر خلفه علم دولة اليمن الجنوبي السابقة التي تعرضتا قواتها للهزيمة على يد قوات الشمال في 1994 ما جلب الوحدة إلى البلاد. وقال الزبيدي إن «قيادة سياسية جنوبية عليا تسمى هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي» تحت رئاسته ستدير وتمثل جنوب اليمن وهي منطقة يوجد بها غالبية احتياطات البلاد من النفط وتشكل العمود الفقري لاقتصادها. ويثير الإعلان احتمال حدوث المزيد من الانقسام في صراع معقد بالفعل في الدولة الفقيرة التي تقود فيها السعودية تحالفاً من قوات عربية وخليجية ضد الانقلابيين «الحوثيين» الموالين لإيران. وقال مسؤول بارز في جنوب اليمن تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن الانفصاليين يأملون بأن تحصل قضيتهم على دعم من التحالف المؤلف بالأساس من دول خليجية. وأضاف قائلاً «إنها خطوة إلى الأمام بعد كفاح طويل. تمكن شعب الجنوب العربي أخيراً من تنظيم نفسه نحو الاستقلال». وتابع قائلاً «دولة الإمارات العربية والخليج يحترمون حق تقرير المصير ولا نعتقد أنهم سيعارضون الإرادة الجنوبية... لا ننصح حكومة هادي باستخدام القوة». ويشعر كثير من الجنوبيين بأن المسؤولين في الشمال يستغلون مواردهم ويستبعدونهم من المناصب والنفوذ. وقال الزبيدي في خطابه «يستمر الجنوب في الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المد الإيراني في المنطقة والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب». لكن على رغم أن السعودية وحليفتها الرئيسة الإمارات تسلحان وتمولان قوات الجنوب في الحرب إلا أنهما لا تساندان الانفصال وتقولان إنهما تحاربان من أجل يمن موحد. وتقول الأممالمتحدة إن العنف والمجاعة والأمراض تسببوا في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ بدء الصراع. واستغل فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن أيضاً الفوضى لاتخاذ ملاذ آمن في مناطق بالجنوب يغيب فيها القانون.