سيول - أ ف ب - دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك أمس، الى استئناف المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، في بادرة تهدئة واضحة بعدما كان استبعد سابقاً اي نقاش من دون جهد «صادق» من جانب بيونغيانغ. وقال لي بعد تلقيه تقريراً من وزارة خارجية بلاده حول سياسات عام 2011: «لا خيار لنا الا حل مسألة تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي بالسبل الديبلوماسية والمحادثات السداسية». وأظهر لي حزماً كبيراً حيال بيونغيانغ بعد قصف الجيش الكوري الشمالي جزيرة كورية جنوبية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأيد موقف واشنطن وطوكيو في ضرورة تنفيذ بيونغيانغ مجهوداً «صادقاً» قبل استئناف المحادثات المعلقة منذ منتصف 2009. لكن يبدو أن الرئيس الكوري الجنوبي لين موقفه، واعتبر أن المجتمع الدولي يجب الا يهدر الوقت في نزع السلاح النووي من الشمال العام المقبل، خصوصاً بعدما وعدت بيونغيانغ ان البلاد ستصبح عام 2012 الذي يصادف الذكرى المئوية لمؤسسها كيم ايل سونغ، دولة «كبرى وقوية ومزدهرة». ومنذ قصف جزيرتها، أجرت كوريا الجنوبية سلسلة مناورات عسكرية للبرهنة عن قوتها، وتعهدت بردٍّ قاسٍ عبر سلاح الجو في حال شن هجوم جديد. كما طالب لي بحوار عبر الحدود، على رغم نقاط الخلاف والتوتر الكثيرة، على غرار تدمير زورق كوري جنوبي في آذار (مارس) الماضي الذي نسب الى الشمال على رغم نفيه. وقال: «يجب إنعاش جهود التوصل الى السلام عبر الحوار بين الكوريتين» مع تعزيز الوسائل الدفاعية، معتبراً ان اعادة توحيد الكوريتين ليست «بعيدة جداً»، ومشيراً الى ضرورة بذل وزارة التوحيد مزيداً من الجهود لإقناع السكان بفوائدها. وأعلنت وزارة الخارجية في تقريرها ان العام المقبل سيشهد جهوداً حثيثة لإقناع المجتمع الدولي بدعم اعادة توحيد سلمية. لكنها اكدت ان عملية نقل السلطة في الشمال من كيم جونغ ايل الى نجله الاصغر مصحوبة بمخاطر الانفجار العسكري ستواصل بث الشكوك في وضع شبه الجزيرة.