نيويورك، إسلام آباد، كابول - يو بي أي، رويترز، أ ف ب – أعلن مسؤولون استخباراتيون أميركيون ان جماعات مسلحة متخاصمة على طرفي الحدود الأفغانية الباكستانية تضع خلافاتها جانباً للتعاون في شن هجمات قاتلة، في ما يعتقد انها المحاولة الأجدد لها لاستعادة المبادرة بعد شهور من الهجمات الكثيفة التي شنتها القوات الأميركية والاجنبية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المسؤولين الاستخباراتيين قولهم إن «فصائل المتمردين باتت تعمل كنقابة، وتتضافر قواها بطرق غير مسبوقة لتنسيق هجمات ودمج المقاتلين لتنفيذ غارات»، موضحين ان مسلحين من 3 فصائل مختلفة هاجموا قاعدة في شرق أفغانستان اخيراً، «فيما ندر سابقاً تخطيطهم لمهمة محددة على رغم تشاركهم العقائد ووسائل الإلهام ذاتها». ورأى هؤلاء ان هذا التغيير يكشف مرونة وعزيمة المجموعات المسلحة، لكن هذا التحالف الموسع والاستثنائي يشير إلى شعور الفصائل بالضغط العسكري الجديد الناتج من تعاون القوات الأميركية والأفغانية وتلك التابعة للتحالف الدولي عند أحد طرفي الحدود، والجيش الباكستاني والغارات الجوية الأميركية عند الطرف الآخر من الحدود. وقال الناطق باسم القوات الأميركية في شرق أفغانستان الكولونيل باتريك سيبر ان «قادة المسلحين يعون، استناداً الى تاريخهم الطويل في الحرب المفتوحة، ضرورة وضع خلافاتهم جانباً لمواجهة التهديد المشترك لهم بعد زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان هذه السنة». ولمّح المسؤولون العسكريون الأميركيون الى تزايد تعاون الجماعات المتمردة داخل باكستان، وبينها «عسكر طيبة» وحركة «طالبان». كما أبدوا اعتقادهم بأن دور قادة «القاعدة» الذين يعتقد بأنهم يختبئون في مناطق باكستان القبلية ما زال مهماً أيضاً، «اذ انهم جزء من الارتباط الشديد التعقيد بين كل هذه الجماعات المتطرفة، والذي لا يرتكز على نظام عسكري تقليدي، بل يشبه شبكة علاقات اجتماعية تلاشت حين قررت الجماعات مهاجمة مصالح الحلف الاطلسي «ناتو» والمصالح الباكستانية والأفغانية والأميركية». ميدانياً، هاجم 6 مسلحين شاحنتي إمدادات للحلف الأطلسي في معبر خيبر الباكستاني المحاذي للحدود مع افغانستان، ما أدى إلى مقتل سائق إحدى الشاحنتين، قبل ان يفر المسلحون، فيما فجر آخرون مدرسة خالية للصبيان في اقليم باجور. في المقابل، قتل 10 مسلحين على الاقل لدى قصف قوات الأمن مخابئ المسلحين في هانغو وفي افغانستان، قتل جنديان محليان في هجوم نفذه انتحاري في مدينة برمال» بولاية بكتيكا (جنوب شرق) المحاذية للحدود مع باكستان، فيما سقط جندي من وحدة بريطانية لنزع الألغام لدى محاولته تفكيك لغم على طريق في منطقة لشكر جاه بولاية هلمند (جنوب)، ما جعله الجندي البريطاني الثالث الذي يقتل في افغانستان هذا الشهر، والقتيل البريطاني ال 102 خلال السنة الحالية. وأعلن «الناتو» ان قواته قتلت بالتعاون مع نظيرتها الافغانية خمسة من متمردي «طالبان» على الاقل في هجمات استهدفت «زعيماً كبيراً» في جبال تورا بورا التي اختبأ فيها سابقاً زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن. وقال علي شاه باكتياوال قائد الشرطة الاقليمي ان «المتمردين بدأوا يتجمعون اخيراً في منطقة تورا بورا النائية بولاية ننغرهار (شرق) المحاذية للحدود مع باكستان من اجل التخطيط لشن هجمات على القوات الافغانية و»الاطلسية». واعتقلت قوات «الناتو» عدداً من المتمردين بينهم قائد مهم في «طالبان» مسؤول عن توزيع امدادات وعمليات خطف وتنسيق هجمات وتخطيطها في ولاية قندهار (جنوب). وفي باريس، عرض وجها الصحافيين الفرنسيين ستيفان تابونييه (48 سنة) وارفيه غسكيير (47 سنة) المخطوفين في افغانستان منذ سنة على قوس النصر، وذلك لمدة ساعة ونصف الساعة وفوقهما عبارة: «افرجوا عن ستيفان وارفيه ومرافقيهما الثلاثة». وقالت الصحافية فلورانس اوبينا المسؤولة في لجنة المتابعة: «انها ذكرى حزينة. مرت سنة على احتجاز زميلينا في افغانستان، وأردنا تنفيذ تحرك واضح وقوي للقول لا تنسوهما». وقالت اوبينا التي خطفت في العراق لمدة خمسة شهور عام 2005: «شهر بعد شهر يقولون لنا انهما سيعودان، لكنهما حتى الساعة لم يعودا». والصحافيان اللذان اعدا تحقيقاً لصالح شبكة «فرانس 3» التلفزيونية الحكومية خطفا مع مرافقيهما الافغان الثلاثة في ولاية كابيسا 2009 في 30 كانون الاول (ديسمبر) 2009. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري: «اشاطر عائلتيهما وأقاربهما انتظار عودتهما بفارغ الصبر»، في وقت أعلن ذوو تابونييه انهم ملوا من انتظار الافراج عن ابنهم، ورؤية آمالهم تؤجل باستمرار. واول من امس، عرضت وزارة الخارجية الفرنسية على اقارب ستيفان تابونييه وارفيه غيسكيير شريط فيديو لهما يعود لمنتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال والد ستيفان: «نعرف فقط انهما في صحة جيدة، وهما طالبا في رسالة قصيرة جداً تحريرهما في اسرع وقت، وان تبذل الحكومة الفرنسية قصارى جهدها لتنفيذ هذا الامر».