مقديشو - رويترز - يُنظر إلى «حركة الشباب» في الصومال على أنها تفتقر للأعداد الكافية ووحدة الهدف لتنفيذ تهديد أطلقه أحد زعمائها بمهاجمة الولاياتالمتحدة على أراضيها. وكان فؤاد محمد خلف، الشخصية الثالثة في الحركة، قد قال يوم الإثنين إن «حركة الشباب» المرتبطة ب «القاعدة» ستنفّذ هجمات في الولاياتالمتحدة ما لم يعتنق الرئيس باراك أوباما والأميركيون الإسلام. وفي حين أن «حركة الشباب» تمكّنت من تنفيذ تفجير كبير في أوغندا في وقت سابق من العام الحالي، فإن محللين صوماليين داخل البلاد وخارجها وصفوا هذا الأسبوع التهديد الموجه لواشنطن بأنه مجرد دعاية. وقال راجي فرح، وهو محاضر في التاريخ في جامعة مقديشو، ل «رويترز»: «لا أعتقد أن (حركة) الشباب يمكن أن تنفذ تهديدها للولايات المتحدة. إنها دعاية أكثر منها أي شيء آخر». وأضاف: «(حركة) الشباب نفسها أقرت بأنها فشلت في التغلّب على قوات الاتحاد الأفريقي. ربما يهددون أوغندا... الدول التي يمكن أن يصلوا إليها». وبمساعدة الجنود الموالين للحكومة الصومالية، تمكّنت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي من تحقيق مكاسب في مواجهة مقاتلي «الشباب» في مقديشو في الأسابيع الأخيرة، ما يشير إلى أن حملة المسلحين الرامية إلى إطاحة الحكومة بدأت تنحسر. وقال عبدالوهاب عبدالصمد، وهو محاضر في دراسات الصراع المسلح والسلام في جامعة نيروبي، إن عدد الأعضاء في الحركة لا يتعدى الثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف انضم إليهم نحو 200 أجنبي من دول مثل أفغانستان وباكستان. وأضاف عبدالصمد أن المسلحين منقسمون أيضاً في ما يتعلق بالفكر، إذ إن نصفهم يتبنون أفكاراً جهادية في حين أن النصف الآخر يرغب فقط في إخضاع الصومال لحكمهم. وتسيطر «حركة الشباب» على معظم جنوب الصومال والجزء الأكبر من مقديشو وهي المناطق التي يشن منها المتمردون هجمات تستهدف الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة. ويرأس الحكومة الموقتة في الصومال شيخ شريف شيخ أحمد وتكفل لها الحماية قوات الاتحاد الأفريقي المؤلفة من ثمانية آلاف فرد غالبيتهم من أوغندا وبوروندي. وفي تموز (يوليو) أسفر تفجيران انتحاريان في العاصمة الأوغندية عن مقتل 79 شخصاً. وأعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها وذكرت أن سبب استهداف أوغندا في هجمات أخرى محتملة هو استمرار وجود القوات الأوغندية في الصومال. وكثّف مسؤولون أمنيون في شرق أفريقيا حال الاستنفار بعد تجدد التهديد من «حركة الشباب». وانفجرت حقيبة تحوي قنبلة يدوية - كانت على وشك أن توضع في حافلة متجهة إلى كمبالا - في نيروبي الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل اثنين. وحض خلف، في التصريحات التي أدلى بها إلى الصحافيين هذا الأسبوع، المقاتلين في اليمن على الانضمام إلى «المعركة ضد المسيحيين». وقال أفياري المي، وهو أستاذ صومالي للسياسة في جامعة قطر بالدوحة، إن مزاعم «الشباب» تهدف إلى إظهار المقاتلين في صورة جيدة. لكن راشد عبدي، وهو محلل لشؤون الصومال مقيم في نيروبي من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، يرى أن في حين أن هناك عنصراً دعائياً في أحدث تهديد أطلقته الجماعة فإنه يجب عدم تجاهله كلياً. وقال عبدي: «إنهم في حال حرب مع الغرب بأكمله لأنه وراء الحكومة الموقتة الاتحادية... يجب عدم الاستخفاف بالتهديدات».