على وقع تصاعد المعارك في بنغازي، حيث يشن الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر هجوماً واسعاً على آخر جيوب المسلحين المتشددين في شرق ليبيا، رجحت مصادر مأذونة إرجاء عقد لقاء أُعد لإجرائه في القاهرة اليوم، يجمع بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج والمشير حفتر، ويتوّج بلقاء ثلاثي يجمعهما بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأوضحت المصادر ذاتها ل «الحياة» أنه تم الاتفاق في شأن الترتيبات في العاصمة الإماراتية أبو ظبي قبل أيام، بعد لقاء السراج وحفتر. ولفتت المصادر إلى الجهود التي بذلتها القاهرة في سبيل جمع الرجلين اليوم لكنها باءت بالفشل، على رغم اتفاق سابق على الاجتماع في العاصمة المصرية، وإصدار بيان شامل يحدد الخطوات المقبلة نحو إرساء الحل السياسي في ليبيا. إلا أنه لم يصدر بعد لقاء أبو ظبي أي بيان في شأن اللقاء في مصر، وإنما اكتفى الطرفان بتصريحات مقتضبة. ورجحت المصادر أن تكون تصريحات المفوض من قبل المجلس الرئاسي وزيراً للخارجية محمد طاهر سيالة بأن حفتر هو القائد العام للجيش الليبي، وردود الفعل الغاضبة التي أثارتها بين ميليشيات حاصرت مقر الخارجية في طرابلس، مطالبة باستقالة سيالة، أحد أسباب إرجاء لقاء القاهرة. وقالت المصادر إنه كان يُفترض أن يزور السراج القاهرة بعد انتهاء زيارته إلى الجزائر التي بحث خلالها في تقريب وجهتي النظر المصرية والجزائرية بشأن بأسلوب التعامل مع تيارات الإسلام السياسي والتي ترى الجزائر وجوب دمجها في العمل العام. وكان السراج أجرى زيارة عمل قصيرة إلى الجزائر استمرت بضع ساعات، أجرى خلالها محادثات مع رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عبدالقادر مساهل. وتطرق الاجتماع التشاوري إلى آخر مستجدات الوضع السياسي والجهود الجارية في إطار التسوية السياسية للأزمة الليبية الراهنة. وأكد سلال موقف بلاده الداعم مسار الوفاق والحوار الشامل في إطار الاتفاق السياسي الليبي، ودعم بلاده المصالحة الوطنية الشاملة. وأشاد السراج بدور الجزائر والجهود التي تبذلها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، مؤكداً عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين. في غضون ذلك، وغداة يوم دام تكبّد خلاله خسائر بشرية كبيرة في الحملة التي يشنها ضد متشددين في بنغازي، تمكّن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر أمس، من فصل منطقة الصابري عن سوق الحوت، وقطع التواصل بين مسلحي «مجلس شورى الثوار» في المنطقتين. وعدّد مصدر مأذون المناطق التي سيطر عليها الجيش في محور الصابري وسوق الحوت، وهي دار الكتب، التموينية، ميناء بنغازي، مدرسة الوحدة، مدرسة المجاهد، مسجد المدينهالمنوره، مبنى الضمان، شارع المفاتيح، شارع السلع، محطة السوبر جت والزريريعيه. وتمكنت القوات الخاصة في الجيش من السيطرة على شارع المختبرات وبذلك نجحت في فصل الصابري عن سوق الحوت لقطع طرق الامدادات عن مسلحي «مجلس شورى الثوار». وبرزت تحذيرات في طرابلس من وجود عائلات تضم نساءً وأطفالاً محاصرين في المنطقتين، بينما كثف سلاح الجو التابع للجيش غاراته لليوم الثالث على التوالي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وكانت الطائرات شنت 13 غارة ليل الثلثاء- الأربعاء على الصابري وسوق الحوت. وتهدف السيطرة على الصابري وسوق الحوت إلى تأمين مطار بنينا وفتحه أمام الرحلات العادية. وكانت المعارك التي دارت في «الصابري و «سوق الحوت» منذ الإثنين الماضي، أسفرت عن مقتل 20 جندياً وإصابة أكثر من 56 آخرين. وعثر أفراد الهندسة العسكرية على جثة أحد الجنود الذين تمت تصفيتهم من قبل الجماعات الإرهابية قرب الضريح في محور الصابري. وكانت الجثة مكبلة اليدين والقدمين، وعليها آثار تعذيب وطلقات عدة في الرأس. وكان الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة في «الجيش الوطني الليبي» العقيد ميلود الزواي أعلن أن «القوات المسلحة سيطرت على ميناء بنغازي البحري الرئيسي بمنطقة سوق الحوت»، مشيراً إلى قصف «أوكار الجماعات الإرهابية بدقة عالية» ما أدى إلى «سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات والجماعات الإرهابية»، من دون أن يحدد حجم تلك الخسائر.