رويترز - في وقت تسعى «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) لتبديد أثر زيادة الإنتاج الأميركي، ارتفعت عقود النفط الآجلة أمس بدعم من انخفاض أكبر من المتوقع في مخزون الخام في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 19 سنتاً أو ما يعادل 0.4 في المئة إلى 48.92 دولار للبرميل، بعد أن سجّلت هبوطاً نسبته 1.2 في المئة أول من أمس. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتاً أو ما يعادل 0.5 في المئة إلى 46.11 دولار للبرميل. إلى ذلك، قال وزير النفط السعودي السابق والمستشار الملكي الحالي علي النعيمي إن مصادر الوقود الكربوني ستحتفظ بمكانة مميزة وحيوية، على رغم الجهود التي تتركز اليوم على الاستفادة من الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، مؤكداً أن جميع أشكال الطاقة الأخرى ستكون مطلوبة. وجاء ذلك في كلمة ألقاها خلال منتدى حكماء الطاقة لمؤسسة عبدالله حمد العطية الدولية برئاسة العطية، وحضور وزير الطاقة القطري محمد السادا ورئيس «قطر للبترول» سعد الكعبي وناصر جيدة العضو في مجلس إدارة قطر للنفط، ورئيس الحكومة اللبناني السابق فؤاد السنيورة وعدد من رؤساء الشركات النفطية الكبرى وخبراء النفط. ويأتي هذا المنتدى وسط مخاوف من زيادة منصات الحفر الأميركية في شكل كبير، خصوصاً مع الحديث عن نية لتمديد اتفاق خفض الإنتاج بين منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» ودول منتجة من خارج المنظمة مثل روسيا. وأكد مصدر في المنظمة ل «الحياة» أن وزراء المنظمة يدرسون مستوى الطلب المقبل للأشهر الثلاثة المقبلة ليحددوا ما إذا كان الطلب سيرتفع في شكل ملموس، خصوصاً في موسم «زيادة قيادة السيارات»، لتحديد موقفهم من تمديد الاتفاق. من جهة أخرى، أكد الكعبي أن «قطر للبترول» ستتقدم بعروض تنقيب واستكشاف في لبنان مع شركة أخرى لم تخترها بعد. في سياق متصل بالاتفاق، أعلنت وزارة الطاقة الجزائرية في بيان أمس، أن الجزائروالعراق يؤيدان تمديد اتفاق أبرمته «أوبك» مع المنتجين من خارج المنظمة في شأن خفض إنتاج النفط العالمي حين تجتمع المنظمة في وقت لاحق هذا الشهر في فيينا. في حين أظهرت تقارير ملاحية وتجّار أن روسيا عززت إمدادات خام الأورال للهند بشدة لتقتنص بذلك حصة سوقية من دول «أوبك» التي تخفّض إنتاجها في إطار اتفاق عالمي لدعم الأسعار. ووفقاً للتجار والتقارير، فإن صادرات الخام الروسية للهند لم تتجاوز تاريخياً 500 ألف طن في العام، لكن منذ بداية 2017 زادت الإمدادات عن المليون طن ومن المتوقع أن ترتفع أكثر. إلى ذلك، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أمس، عن سيد نور الدين شاهنازي زاده العضو المنتدب لشركة «الهندسة البترولية والتطوير» (بي إي دي إي سي) المحلية قوله، إن تقديم عروض تطوير حقل «ازاديجان» النفطي الإيراني سيبدأ في غضون شهر. ويقع الحقل في جنوب غربي إيران بالقرب من الحدود مع العراق. وأبلغ شاهنازي زاده مهر بأن الدراسات الأولية كانت تشير إلى أن الحقل يحتوي على نحو 12 بليون برميل من النفط، لكن من المعتقد الآن أنه يحتوى على 37 بليوناً. ليبياً، أعلنت «المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا» أن إنتاج البلاد من الخام تجاوز 800 ألف برميل يومياً للمرة الأولى منذ عام 2014، لكن خلافاً تجارياً مع شركة «فنترشال» الألمانية للنفط يُعطل إنتاج 1600 ألف برميل يومياً. وأكدت المؤسسة في بيان أن «إنتاج البلاد قد يتراوح بين 1.1 مليون و1.2 مليون برميل يومياً، إذا زالت العقبات السياسية». ولم يفصح صنع الله عن تلك الشروط، لكن مصدراً في قطاع النفط بليبيا قال إن المؤسسة طلبت من «فنترشال» تلبية تعهد جرى التوقيع عليه قبل انتفاضة عام 2011 بالتحول إلى اتفاق لتقاسم الإنتاج وإن الشركة ترفض القيام بذلك. الحربش ينال جائزة «العطية للطّاقة والتنمية» منحت مؤسّسة «عبدالله بن حمد العطيّة الدّولية للطّاقة والتّنمية المستدامة» جائزتها السّنوية عن هذه السنة للمدير العام ل «صندوق أوبك للتّنمية الدّولية» (أوفيد)، سليمان جاسر الحربش، اعترافاً بإنجازاته ومساهماته القيّمة في قطاع صناعة الطّاقة. وأشاد رئيس مجلس المؤسّسة، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الطّاقة والصّناعة السّابق في قطر عبدالله بن حمد العطيّة، بجهود الحربش في التّخفيف من حدة فقر الطّاقة عالمياً، معتبراً أن المبادرات التي قادها وأبرزت دور أوفيد المهم كطرف فاعل في مجال التنمية الدولية، ما أدى إلى إبرام الكثير من اتفاقات الشراكة الثنائية والمتعددة الأطراف في هذا المضمار». وفي كلمته عقب تسلم الجائزة، أشاد الحربش بجهود البلدان الأعضاء في منظمتي «أوبك» و «أوفيد»، بما في ذلك حكومة بلده، المملكة العربية السّعودية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قائلاً: «تمكنت فقط من خلال ثقتكم ودعمكم الثابت من تكريس مسيرتي المهنية لمنظمة أوبك، حيث قضيت ثلاثة عشر عاماً كعضو في مجلس المحافظين، كما تمكنت من الالتزام الكامل بالتّنمية الدولية، وعلى وجه التحديد الالتزام بدعم مبادرتنا للطاقة من أجل الفقراء منذ تولي منصبي مديراً عاماً لأوفيد قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً». ونوه الحربش بدور المملكة التي أطلقت مبادرة «الطاقة من أجل الفقراء» بعد عام من توصيات قمة «أوبك» الثّالثة، سعياً إلى تحقيق الاستدامة والاستقرار في مجال الطاقة، والتي اتخذ منها «أوفيد» مرجعاً لعملياته في هذا القطاع.