قتلت قوات الأمن في مصر 8 مسلحين في تبادل لإطلاق النار أثناء محاولة القبض عليهم في جنوب البلاد، فيما أصدرت محكمة مصرية أمس حكماً جديداً بالسجن المؤبد لمحمد بديع المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في القضية المعروفة باسم «غرفة عمليات رابعة». وقال مصدر أمني رفيع إن «8 عناصر إرهابية قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة أثناء القبض عليهم في طريق سفاجا - سوهاج»، في الصعيد (جنوب البلاد). ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني قوله، إنه «عقب ورود معلومات عن اختباء عدد من العناصر الإرهابية داخل أحد الأوكار بطريق سفاجا - سوهاج قوة من الأمن الوطني بالاشتراك مع الأمن العام والأمن المركزي إلى هذا الوكر، وحال اقتراب القوات بادرت العناصر الإرهابية بإطلاق النار على القوات، ما اضطرها إلى الرد، فأسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل ثمانية من العناصر الإرهابية وضبط كمية من الأسلحة النارية والذخائر». وأظهرت تلك المداهمة أن خلية إرهابية تنشط في المنطقة الجنوبية، باتجاهي الشرق والغرب، إذ سبق أن هاجم مسلحون مجهولون مكمناً أمنياً على طريق أسيوط - الوادي الجديد، في جنوب غربي مصر، ودهمت قوات الأمن مناطق جبلية في هذا المحور وقتلت مسلحين. واتسمت الأوضاع في المنطقة الجنوبية لجهة الشرق بالهدوء، إذ ظل الخطر محدقاً بالمناطق المتاخمة بالصحراء الغربية بفعل ترامي حدودها مع ليبيا. في غضون ذلك، قال الناطق باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي إن قوات إنفاذ القانون في الجيش الثاني الميداني كشفت ودمرت نفقاً بعمق 10 أمتار على الشريط الحدودي جنوب مدينة رفح، وعثر بداخله على كابلات كهربائية ووسائل اتصالات، كما تم كشف وتدمير وكر تابع للعناصر التكفيرية بجوار فتحة النفق. وأشار الناطق العسكري إلى ضبط 22 مشتبهاً بتنفيذ عمليات إرهابية في شمال سيناء جارٍ التحقيق معهم بواسطة الجهات المعنية. كما انفجرت عبوة ناسفة على الطريق بين مدينتي رفح والشيخ زويد، ما أسفر عن إصابة فتاة (21 عاماً) نقلت إلى مستشفى في العريش لإسعافها. كما أصيبت سيدة (35 عاماً) بطلق ناري مجهول المصدر في رفح. وعثرت قوات الأمن على عبوة ناسفة في محيط قسم شرطة يقع على الطريق الدولي بين العريش ورفح وسط مدينة العريش. وأغلقت القوات الطريق المؤدي إلى الموقع، لتمشيطه والتأكد من خلوه من أي متفجرات. من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات الجيزة، جنوبالقاهرة، في جلستها (أمس) بمعاقبة المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع والقياديين في الجماعة حسام أبوبكر ومحمود غزلان بالسجن المؤبد، في ختام إعادة محاكمتهم وآخرين من قيادات وأعضاء الجماعة، في قضية اتهامهم بإعداد وتنفيذ «مخطط إرهابي» يقوم على «حرق وتدمير منشآت الدولة والمصالح الحكومية والمرافق والمؤسسات العامة، وفي مقدمتها المقار الشرطية، ودور عبادة المواطنين المسيحيين، ومحاولة اختطاف عدد من رموز الدولة وقياداتها»، والمعروفة إعلامياً بقضية «غرفة عمليات رابعة». وتضمن الحكم معاقبة 15 متهماً آخرين بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، وتبرئة 21 متهماً آخرين في القضية. وكانت محكمة النقض قضت بنقض الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات في المحاكمة الأولى للمتهمين، والتي تراوحت العقوبات فيها ما بين الإعدام والسجن المؤبد، وأمرت محكمة النقض بإعادة محاكمة 39 متهماً موقوفاً من أصل 51 متهماً تشملهم القضية، أمام إحدى دوائر محكمة جنايات الجيزة، غير التي سبق أن أصدرت حكمها بإدانة المتهمين. وعوقب بديع و13 قيادياً في الجماعة في المحاكمة الأولى بالإعدام. والحكم الأخير قابل للطعن عليه مرة أخرى أمام محكمة النقض، أعلى محكمة جنائية في مصر، فإما أن ترفض المحكمة هذا الطعن ليصبح الحكم باتاً ونهائياً ولا يجوز الطعن عليه بأي طريق قانوني، أو تقبله وتتصدى بنفسها لمحاكمة المتهمين. وقررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات وعناصر جماعة «الإخوان»، في قضية اتهامهم ب «اقتحام السجون المصرية والاعتداء على المنشآت الأمنية والشرطية وقتل ضباط شرطة إبان ثورة كانون الثاني (يناير) 2011، وذلك إلى جلسة 17 أيار (مايو) الجاري. وجاء قرار التأجيل في ضوء تعذر إحضار المتهمين لمقر المحكمة التي أمرت باستمرار حبسهم احتياطياً لمدة 45 يوماً. وسبق أن ألغت محكمة النقض في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الأحكام الصادرة بالإدانة التي تراوحت ما بين الإعدام والسجن المشدد بحق محمد مرسي و25 من قيادات وعناصر «الإخوان»، وأمرت بإعادة محاكمتهم من جديد في القضية.