جاء قرار الإدانة الجديد ضد ميخائيل خودوركوفسكي مطابقاً لتوقعات المراقبين، ودانت المحكمة أمس، مالك عملاق الغاز الطبيعي «يوكوس» السابق بتهمتي السرقة وتبييض الأموال، وهما كافيتان لإبقائه خلف القضبان لعشر سنوات مقبلة بحسب ترجيحات. وتحولت جلسة النطق بالحكم أمس، إلى ساحة مواجهة بعدما تجمع عشرات من أنصار المعارضة اليمينية قرب مبنى المحكمة ورفعوا شعارات تندد ب «الحكم السياسي» وتطالب بالإفراج عن البليونير السابق، وتدخلت قوات الأمن لفض التجمع واعتقلت نحو عشرين شخصاً. أما داخل القاعة فلم يكن الوضع أقل توتراً إذ اضطر القاضي لإخراج الصحافيين من الجلسة وإبعاد زوجة خودوركوفسكي وابنته. وعلى رغم أن حكم الإدانة كان متوقعاً لكن تحديد موعد النطق به قبل حلول العام الجديد، أثار سخط معارضين يمينيين. وعلق بعضهم بأن «السلطات قدمت هدية رأس السنة على طريقتها الخاصة»، خصوصاً أن جلسة الأمس، اكتفت بتلاوة نص الإدانة فيما تم ترحيل جلسة تحديد سنوات السجن إلى اليوم الأخير من العام، علماً بأن المدعي العام طلب إصدار حكماً بسجن الرجل لمدة 14 سنة. لكن حقوقيين أعربوا عن اعتقادهم بأن القضاة لن يأخذوا في الغالب بأقصى درجات العقوبة، ما يعني أن الحكم المنتظر قد يراوح بين ثماني وعشر سنوات جديدة، يبدأ احتسابها بعد انقضاء فترة العقوبة الأولى في العام 2013. وضمت لائحة الاتهام الجديدة 4200 صفحة، واشتملت على اتهامات لخودوركوفسكي وشريكه الأول بلاتون ليبيديف الهارب في إسرائيل، بسرقة أكثر من 200 مليون طن من النفط وتبييض الأموال الناتجة من بيع هذا النفط وسرقة 38 في المئة من أسهم إحدى الشركات النفطية الروسية الأخرى بقيمة تتجاوز ثلاثة بلايين روبل. وكان خودوركوفسكي دين في قضايا احتيال وتهرب ضريبي عام 2005، وحكم بالسجن لمدة ثماني سنوات. وذكرت المحامية مارينا موسكالينكو أن فريق الدفاع يعتزم استئناف قرار المحكمة. لكنها قللت من احتمال التأثير على قرار القضاة معتبرة أن الحكم «مجهز سلفاً وهدفه الأساس إبقاء خودوركوفسكي سنوات طويلة قادمة خلف القضبان». ويرى معارضون روس أن محاكمة خودوركوفسكي لها أبعاد سياسية ومرتبطة بمواقف أغنى رجل في روسيا قبل سنوات ضد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وكان الأخير أعلن قبل أيام أن «اللص يجب أن يبقى في السجن»، واعتبرت هذه العبارة موجهة بشكل مباشر للضغط على القضاة ولتحديد قرارهم سلفاً، على رغم أن بوتين أوضح في وقت لاحق أنه قصد منها الحكم السابق ضد خودوركوفسكي.