صاحبت زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى واشنطن أجواء «إيجابية جداً» بتعبير الوفد الموافق، انعكست في مستوى الاستقبال الذي حظي به عون من جانب ادارة الرئيس دونالد ترامب وضمان أسلحة نوعية للمؤسسة العسكرية اللبنانية بينها طائرات «أي-29» سيتم تسليمها هذا الصيف. وعاد عون الى لبنان أمس، بعدما كان التقى على مدى ثلاثة أيام في واشنطن مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر ورئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي أي) مايكل بومبيو، ونواباً بارزين في لجان الخدمات المسلحة ولجنة العلاقات الخارجية بينهم جون ماكين وبوب كوركر والنائب اللبناني الأصل داريل عيسى. كما اجتمع عون الى نائب وزير الخارجية توم شانون وهذه هي أرفع لقاءات لأي زائر لبناني منذ تولي دونالد ترامب الحكم بداية العام. وأكد الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية آرام نركيزيان ل «الحياة» أن «الزيارة عكست حضوراً قوياً للجنرال جوزيف عون وفاقت التوقعات في أول اجتماعات له من هذا النوع». وقال نركيزيان الذي رافق الوفد على هامش بعض اللقاءات أن عون «نجح في نقل أولويات لبنان في الأمن القومي للجانب الأميركي وهي ترتبط بالتصدي ل «داعش» و «جبهة النصرة» على الحدود الشرقية مع سورية». وبسبب قيادته للكتيبة التاسعة ومنطقة عرسال، أعطى عون «صورة ميدانية» للأميركيين عن واقع الأمور والحقائق على الأرض. وكان لقاؤه مع ماكماستر «ودوداً جداً» وفق المصادر علماً أن مستشار الأمن القومي هو من الوجوه الأقرب للرئيس الأميركي. وأشار نركيزيان الى أن قائد الجيش استعرض النجاحات والدروس والأخطاء بين 2005 و2017 وقدم أدلة مقنعة لاستكمال الدعم الأميركي والذي يصل الى 76 مليون دولار في الموازنة السنوية. ووضع دور لبنان «كشريك مفتاح في الحرب ضد «داعش» والجهود المتجانسة بين الجيش اللبناني والقيادة الوسطى ودور الجيش الثابت والإيجابي في خضم التحولات الإقليمية. وفِي الجانب العسكري وميدان التسليح، قال نركيزيان إن الجيش اللبناني سيستلم «طائرات أي-29 سوبر توكانو» هذا الصيف وهي أكثر تطوراً من «اي سي 208» التي يملكها الجيش اليوم. كما ستشمل رزمة المساعدات 32 عجلة حربية من طراز أم 2 برادلي. كما تم البحث بمساعدات للبحرية اللبنانية وفق الخبير الدفاعي. وعكست الزيارة وبتعبير نائب وزير الخارجية الأميركي توم شانون في حفل عشاء اقامته السفارة اللبنانية والقائمة بالأعمال كارلا جزار على شرف عون انه «بعد 19 زيارة من هذا النوع هناك أكثر من احترام وتطلع للتعرف إلى قيادة الجيش اللبناني، هناك مصالح مشتركة وتعاون وثيق» في مجالي الاستقرار والشراكة الأمنية والاستراتيجية».