غزة - أ ف ب، رويترز - أعلنت حركة «حماس» أمس التزامها التهدئة مع إسرائيل بعد تزايد التوتر على مدى الاسبوع الماضي، في وقت اعتبرت الحكومة الاسرائيلية ان نيات الحركة سيجري اختبارها على ارض الواقع. واكد القيادي في «حماس» محمود الزهار «التزام» حركته والفصائل الفلسطينية الاخرى التهدئة مع اسرائيل، وقال خلال مسيرة في مدينة خان يونس امس: «اننا ومن واقع القوة، وبحجم التضحيات التي قدمناها، نعلن في هذه المرحلة التزامنا التهدئة بيننا وبين الاحتلال». وتابع مخاطبا الاسرائيليين: «ملتزمون التهدئة ما التزمتم بها، اذا اوقفتم الاجتياح، اذا اوقفتم الاغتيالات لاي فرد من فلسطين، ملتزمون بها ما التزمتم رفع الحصار، ملتزمون ضبط النفس، هذا هو اتفاقنا مع فصائل المقاومة». واوضح: «نقول بوضوح ان التهدئة ليست دليل ضعف وانما دليل قوة، نحن ملتزمون بها ما التزم العدو الاسرائيلي». واضاف: «اذا كانت هناك نية لاي طرف بصفقة تبادل، فليعلم اننا نبادل ليس من اجل العدو انما من اجل ابنائنا وبناتنا، ان من يقرر في صفقة التبادل ليس الحكومة الاسرائيلية انما ما نريده نحن ونتفق عليه». ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور بأن نيات الزهار المعلنة سيجري اختبارها على ارض الواقع، مضيفا: «صعدت حماس الموقف... يمكن تهدئته الآن بالكف بكل بساطة عن اطلاق الصواريخ». في الوقت نفسه، قال مسؤولون اسرائيليون ان اسرائيل لا ترغب في اثارة التوتر وستتحلى بضبط النفس ما لم تتعرض الى استفزاز. وكان المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري قال اول من امس ان اسرائيل و«حماس» أوضحتا أنهما ترغبان في خفض حدة التوتر في القطاع وحوله. واوضح في بيان: «استمعنا الى رغبة واضحة من كل الاطراف المعنية بمنع تصعيد الوضع واحترام الهدوء، وأدعو الى انهاء أعمال العنف». واضاف انه يسعى مع مسؤولين آخرين في الاممالمتحدة الى «المساعدة في وقف تصعيد الوضع». وتأتي هذه المواقف في ظل تصاعد التوتر في الايام الاخيرة مع سقوط صواريخ فلسطينيةجنوب اسرائيل، وشن غارات اسرائيلية في قطاع غزة. تزامن ذلك مع اعراب رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي الثلثاء امام لجنة برلمانية عن قلقه بقوله «ان الوضع متوتر وحساس وقد يتدهور بسهولة خصوصا اذا سقط صاروخ في منطقة مأهولة»، مؤكداً ان المجموعات المسلحة في غزة استخدمت للمرة الاولى اخيرا صاروخاً مضاداً للدبابات روسي الصنع من طراز «كورنيت». يذكر ان اسرائيل شنت نهاية العام 2008 هجوماً مدمراً على قطاع غزة بهدف منع اطلاق الصواريخ على اراضيها. ومنذ ذلك الحين، تلتزم «حماس» هدنة عسكرية بحكم الامر الواقع، وتراجع اطلاق الصواريخ الى حد كبير ليبلغ ادنى مستوياته منذ العام 2005. لكن ذلك لا يمنع بعض المجموعات المسلحة من اطلاق صواريخ وقذائف بانتظام على اسرائيل، اذ بحسب حصيلة للجيش الاسرائيلي، استهدفت اسرائيل منذ مطلع العام الحالي بأكثر من 200 صاروخ وقذيفة غالبيتها محلي الصنع. وتعتبر اسرائيل ان الحركة «المسؤولة الوحيدة» عن الهجمات التي تستهدف اراضيها لأنها تسيطر على القطاع.