أنقرة - يو بي أي - سحب البرلمان التركي مشروع قرار مثير للجدل ينص على أن يعهد إلى شركة بنزع الألغام على الحدود مع سورية لأربعة عقود، بعد أن أثار المشروع معارضة حادة لأن شركتين إسرائيليتين هما من بين أقوى المرشحين للحصول على العقد. ونقلت وسائل إعلام تركية عن نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية العلماني محمد ساندير، انه تم سحب المشروع لإجراء المزيد من النقاش بشأنه. ومن المقرّر أن يحال المشروع إلى لجنة برلمانية لمناقشته ابتداء من الثاني من حزيران (يونيو) المقبل. وكان المشروع أثار سجالاً حامياً في البرلمان التركي لمدة أسبوعين منذ طرحه من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم. وقوبل المشروع بمعارضة شديدة خصوصاً من قبل حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، لأنه ينص على السماح للشركة التي تفوز بعقد نزع الألغام على طول الحدود البالغ طولها 510 كيلومترات، باستئجار الأرض لمدة 44 عاماً وتحويلها إلى أرض زراعية. ومن بين أبرز المرشحين للحصول على العقد شركتان إسرائيليتان، في حين يقول الجيش التركي انه يجب أن يكون الخيار الرئيسي وكالة الصيانة والتموين التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وكان مجلس الدولة التركي، وهو أعلى هيئة تحكيم في البلاد، ألغى مرسوماً أصدرته الحكومة قبل سنوات لمنح العقد لشركة نزع ألغام إسرائيلية من دون دعوة شركات أخرى للتقدم بعروض. يشار إلى ان تركيا صادقت عام 2003 على معاهدة أوتاوا لنزع الألغام المضادة للأفراد وأمامها حتى العام 2014 لنزع الألغام في أراضيها الحدودية. وبحسب الأرقام الرسمية هناك حوالي 615 ألف لغم في الأراضي الحدودية بين سوريا وتركيا مزروعة منذ الخمسينيات لمنع تسلل المهرّبين وعناصر حزب العمّال الكردستاني. وبحسب الجيش التركي، فإن نزع الألغام على الحود التركية سيكلف مئات ملايين الدولارات مع ما يكتنف ذلك من صعوبات، لأن الكثير من الألغام لم تعد في أماكنها على مر السنين بفعل العوامل الطبيعية.