غيب الموت صباح أمس، الكوميدي المصري مظهر أبو النجا في أحد مستشفيات ضاحية المهندسين (غرب القاهرة) عن عمر يناهز 76 سنة، إثر تدهور حالته الصحية في أيامه الأخيرة، ما استدعى تنقله بين أكثر من مستشفى. استطاع الفنان مظهر أبو النجا أن يترك بصمة خاصة في عالم الكوميديا، بداية من نشأته الريفية في إحدى قرى محافظة الدقهلية (شمال شرقي الدلتا) التي هجرها في العام 1967 بتقديم استقالته من مصنع ملابس بدأ فيه حياته المهنية، من دون أن يهجر هيئتها (ملابس ريفية ... ولهجة) فكانت نافذة أطل منها أبو النجا على الجمهور مدعومة بحركات خفيفة من الجسد وحضور على المسرح ثم في السينما. وذاع صيته بعبارة شهيرة كان يصفها «تأشيرته للجمهور» وهي عبارة «يا حلاوة». في أحد لقاءات أبو النجا القليلة تحدث عن تلك «التأشيرة» التي لم تُلق بصورة عفوية كما ظن البعض: «في فيلم «شياطين إلى الأبد» (1974) وهو أول عمل سينمائي شاركت فيه، جلس معي مخرجه محمود فريد واقترح عليّ البحث عن لازمة (عبارة أرددها بصورة مستمرة تربطني بالجمهور) فكانت يا حلاوة». إلى العبارة ذاتها يرجع أبو النجا شهرته الواسعة بين الجمهور، على رغم أن انطلاقته الحقيقية سبقتها بنحو خمس سنوات عمل فيها في مسرح الريحاني، وقدم أول عمل له مع فؤاد المهندس في مسرحية «سيدتي الجميلة». اختيار أبو النجا طريق التمثيل، الذي شارك فيه بنحو 130 عملاً لم يتصدر أفيش أي منها، لم يكن محض مصادفة، فحتى خلال عمله في مصنع الملابس كان يحلم بالتمثيل، بعد أن تيقن من عدم امتلاكه قدرات مطرب كما كان يأمل في البداية، فالتحق بفرقة التمثيل في المصنع. وفي العام 1964 تقدم بطلب إجازة مفتوحة، وقدم إلى القاهرة قاصداً مسرح إسماعيل ياسين، لحسن الحظ كان الأخير في المسرح يشرف على بعض أعمال الديكور، توجه نحوه بانبهار معجب وشغف ممثل مبتدئ يحدثه عن رغبته في التمثيل معه ولو مجرد «المرور من أمامه، أو إغلاق الستارة، أو حتى تنظيف المسرح...» أعجب ياسين بذلك الشغف وطلب منه العودة في المساء لمقابلة أبو السعود الإبياري مدير الفرقة مع وعد بالتوصية، وبالفعل عاد في الموعد غير أن الإبياري طلب منه الحصول على تصريح بالتمثيل أولاً، ونظراً الى عدم علمه بتلك الإجراءات عاد إلى بلده حتى رده شغفه مرة أخرى بعد ثلاثة أعوام ليبدأ مشواره الفعلي. استمرت مشاركات أبو النجا المتنوعة، فشارك في العام 2016 في فيلم «حسن وبقلظ» بطولة الممثلين الشابين كريم فهمي وعلي ربيع. كما شارك في رمضان الماضي في مسلسلي «رأس الغول» بطولة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، ومسلسل «مأمون وشركاه» بطولة الفنان عادل إمام الذي ربطته بأبو النجا علاقة خاصة، فكان أبو النجا الوحيد القادر على إضحاك عادل إمام وفقاً لتصريح سابق لأبو النجا، بخلاف أعمال عدة معاً.