انتقد أستاذ المناهج في جامعة الملك سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسيّة (جستن) الدكتور راشد العبدالكريم، انتشار أوهام في الثقافة التربوية في ما يتعلق بتطوير المناهج «تتحكم في قراراتنا التربوية، وتهيمن على خطابنا التربوي من دون أن نشعر، والأخطر أنها أصبحت تمثل سنداً لمقاومة التغيير، وربما قناعاً له في كثير من المشاريع التربوية، ومصدر إحباط لكثير من القادة التربويين». وعزا ذلك إلى غياب الحوار التربوي العميق والهادئ والهادف. وكان العبدالكريم يتحدث وسط حضور من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين في خميسية الجاسر الثقافية صباح أمس في محاضرة أدارها أستاذ المناهج في كلية المعلمين الدكتور عبدالعزيز العمر وقال: «هذه الأوهام مجموعة من القناعات أو المسلمات التي تشكلت بفعل عوامل ثقافية أو اجتماعية أو إدارية على مر السنين، دوّنت مستنداً حقيقياً أو علمياً، وأخذت حقها في البقاء بالتقادم». واستغرب فكرة أن «الحل التربوي لا بد أن يأتي من الخارج»، وأننا لا نستطيع أن نبدع حلاً، مشيراً إلى أن المجتمع بحاجة إلى من يعيد له الثقة بنفسه أو ينشئه، بحيث يشعر بأنه يستطيع ليبدأ بداية جادة بتطبيق التجارب الأقرب إلى النجاح، بدلاً من تطبيق تجارب الآخرين. وشدد على أن تطوير المناهج التعليمية مطلب كل أمة متحضرة، بل لعل الإلحاح في ذلك والسعي فيه يتناسب طردياً مع تقدم كل أمة، فكلما تقدمت زادت مطالبها التربوية من جهة، وزادت أدوات تحليل النظام التعليمي لديها وتطويره. وتابع: «الملاحظ أن حراك التطوير التربوي في السعودية لم يتوقف منذ أن بدأ التعليم الحديث، وإن كان في بعض فتراته لم يكن بالشكل المؤمل، إذ كان التطوير هاجس التربويين بمستوياتهم كافة، بل تعدى ذلك لتشترك فيه شرائح كثيرة من المجتمع».