حمزة وعباس توأم وهبهما الله لرب الأسرة السودانية مبارك شنيبو، تفتحت أعينهما على الدنيا على أرض المملكة، لم يبلغا الثامنة بعد، بيد أنهما بلغا من الشغف بحلول موعد إجازة والدهما الأسبوعية ما يمكن وصفه بالجنون، إذ يرقبان موعدها كمن يرقب اكتمال ليلة فرحه في أيام العيد السعيد. وما بين إلزامية عمل الوالد (مدير فرع المنطقة الغربية في شركة اكسسوارات) وانتظام الطفلين في الدراسة، ظل يوم الجمعة الحدث المنتظر أسبوعياً للتوأم، وبالتالي بيان الفكاك من قبضة المنزل المحكمة عليهما، وهمّ الاستيقاظ الباكر للذهاب إلى المدرسة التي وإن وجدا فيها براحاً من النشاط والتنفيس عن حالهما المعاش داخل جدران الشقة مع أقرانهما لكنهما يريان في مقر الدراسة انضباطية مقيدة بنظرات المعلم أو مسؤول الفصل أو أستاذ المادة أو ضوابط الإدارة تجعل واقعهما مقارباً للمنزل. هذا الوضع، ألزم شنيبو وزميله جمال شلتوت على رسم خارطة استباقية لنهاية أسبوعهما المملوء جدوله عملاً من السبت إلى الخميس وتوصيل أبنائهما إلى المدارس ورياض الأطفال صباح كل يوم فيه، لتقضية ال»WEEKEND» في برنامج يسعد أطفالهما ويخرجهم من ردهات الشقق محكمة الإغلاق عليهم وعلى زوجتيهما اللتين لا حول لهما ولا قوة كما أطفالهن. وعطفاً على العادات السودانية المحبة لتبادل الزيارات في ما بين الأسر والمعارف وحرصها على مجاملة بعضها بعضاً، لم يجد شنيبو وشلتوت سوى يوم العطلة المعتاد (الجمعة) في الإيفاء بهذا البرنامج والتواصل مع أحبائهم وأصدقائهم من بقية الأسر خصوصاً إذا كانت هناك مناسبات تستدعي تنفيذ زيارات لها في منازلها وليس في مكان عام، بيد أن هذا البرنامج كثيراً ما يتلاشى ويذهب أدراج الرياح نزولاً عند قرار (حمزة وعباس وماجدة والأمين وحنين ومآب) الذين يعكسون بوصلة والديهم إلى حيث كورنيش جدة ومتنزهات العروس و«المولات» وحدائق الحيوان والحدائق العامة. وما بين العطف بحال أبنائهم وحرصهما على تحقيق رغباتهم بالتنفيس عنهم أسبوعياً، والتواصل اجتماعياً مع الأسر المتعددة من معارفهما، ظل جدول «ويك إند» الرجلين متنازعاً عليه بين الحالين، إذ بعد محاولات غير مقنعة للطرف الأول (الأطفال) يمضي شنيبو وشلتوت وزوجتاهما في تلبية دعوات نظرائهم من الأسر أو استقبالهم في منزليهما، إذ يشكل تجمعهم على مائدة الطعام (الذي تغلب عليه الأكلات والمشروبات الشعبية السودانية) محور تبادل للأحداث في المحيط الاجتماعي الخاص، تحيط به أجواء من السعادة بالزيارة التي تتخللها قفشات تضفي نوعاً من التنفيس على الزائر والمزار، قبيل توديع الأخير وانطلاق الأول في برنامج الأبرياء إلى حيث ما تخيروا وقصدوا.