كادت محفظة نقود أن تكلف عاملاً وافداً حياته، وإزهاق روحه تحت ركام منزل شعبي اتخذه مع مجموعة من أصدقائه سكناً. وفيما حاصرت النيران مقر سكن العمالة في قرية «مغيرا» في محافظة العلا أمس (الخميس) من غالبية جوانبه وأسرع أفرادها إلى الخروج من الموقع، احتجزت أحد زملائهم الذي قادته أطماعه إلى البحث عن محفظة نقوده في إحدى الغرف وسط لهيب النار التي يأمل منها إمهاله ثواني معدودات للنجاة بحصاد عرقه. وفي أثناء ذلك المشهد، استسلم العامل المحتجز للأمر الواقع وغض الطرف عما كان يأمل فيه بعدما رسخ إلى ذهنه أن ما بحث عنه أمر معوض وأن حياته أكبر وأهم من حفنات الفلوس التي أوقعته في هذه المحنة. وعجب العامل من أمره، حينما دهمته النار في الغرفة، وشاهد انزعاج أفراد الدفاع المدني الذين باشروا الحادثة وعزمهم اقتحام ركام المنزل المحترق، وسماعه استغاثة زملائه، ما رسم أمامه صورة الهول الذي هو فيه. وقبيل ثوانٍ من انهيار سقف المبنى اقتحمت فرقة الإنقاذ على رغم الخطر المنزل المشتعل وأخرجت العامل المحتجز بداخله سليماً سوى من بعض الإصابات الطفيفة التي لحقت بأجزاء قليلة من جسده. ووفقاً للناطق الإعلامي للدفاع المدني في المدينةالمنورة الرائد خالد الجهني أن فرقة الإطفاء والإنقاذ سيطرت على حريق نشب في منزل شعبي يمثل سكناً لبعض العمالة، واقتحمت فرقة الإنقاذ المنزل على رغم الخطر وأخرجت أحد العمال الذي كان محتجزاً بداخله بينما كان يبحث عن محفظة نقوده، وبعد إخراجه انهار مباشرة سقف المبنى وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادثة.