لندن، اسطنبول، باريس – أ ب، أ ف ب، يو بي آي – أوردت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية امس، أن إيران تدير شبكة عالمية لتجنيد علماء نوويين، خصوصاً في افريقيا، للعمل في برنامجها لصنع أسلحة ذرية. ونقلت الصحيفة عن القنصل الايراني السابق في أوسلو محمد رضا حيدري الذي انشق مطلع هذا العام وانضم الى المعارضة، قوله إنه ساعد شخصياً عشرات الكوريين الشماليين على دخول ايران، عندما كان يعمل في مكتب الخارجية الايرانية في مطار الإمام الخميني في طهران حيث كُلف «مهمة التنسيق مع فريق من وزارة الاستخبارات، في التحقق من تأشيرات الدخول الخاصة بالوفود الديبلوماسية والتجارية الأجنبية التي زارت ايران». وأضاف: «كانت لدينا تعليمات بعدم التدقيق في تأشيرات وجوازات سفر فلسطينيين ينتمون إلى حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وعسكريين من كوريا الشمالية ومهندسين يزورون ايران في شكل منتظم». وزاد: «كلّ الكوريين الشماليين كانوا تقنيين وخبراء عسكريين شاركوا في البرنامج النووي، لمساعدة ايران على امتلاك قدرة انتاج قنبلة نووية، وزيادة مدى صواريخها الباليستية». وأشار حيدري الى أن «موظفي الخارجية الايرانية في كلّ سفاراتنا في الخارج، لا سيما في الدول الافريقية، كانوا يبحثون دائماً عن علماء محليين وفنيين يتمتعون بخبرة في التكنولوجيا النووية، ويعرضون عليهم عقوداً مغرية لاستدراجهم إلى ايران»، لافتاً الى أن «واجهة البرنامج النووي الايراني هي أنه مخصص للأغراض السلمية، لكن ثمة أجندة مختلفة تماماً وراءه». ونسبت الصحيفة الى مسؤول غربي قوله ان ثمة مؤشرات الى ان ايران تطوّر أجهزة طرد مركزي مصنوعة في كوريا الشمالية، افضل من تلك التي تملكها، في منشآت نووية «سرية لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجودها». في باريس، أعرب مسؤولون اميركيون سابقون في ادارة الرئيس جورج بوش، بينهم وزير الأمن الداخلي الاميركي السابق توم ريدج ووزير العدل السابق مايكل موكاسي ورودولف جولياني الرئيس السابق لبلدية نيويورك، عن تأييدهم ل «مجاهدين خلق» ابرز تنظيم معارض للنظام الايراني في المنفى. وقال جولياني أمام مئات من أنصار التنظيم: «سياسة المصالحة مع الديكتاتورية لا تقود إلا الى الحرب والدمار. لا يمكن ان يكون هناك سوى رد واحد إزاء الطغاة: المقاومة بعزم وتصميم». وأضاف: «اعتبار تنظيمكم منظمة إرهابية، معيب. حان الوقت لتتصرف الولاياتالمتحدة في هذا الشأن، وتقف الى جانبكم بحماسة لأنكم تؤيدون ما نؤيده». اما ريدج فشدد على ان «مجاهدين خلق ليسوا تنظيماً ارهابياً، بل يمثلون صوت الحرية في ايران». تزامن ذلك مع محادثات أجراها في اسطنبول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية علي أكبر صالحي، مع المسؤولين الاتراك في شأن الملف النووي لطهران. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ناقشا «العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية والدولية»، مشيرة الى انهما شددا على هامش قمة «منظمة التعاون الاقتصادي»، على «ضرورة تعزيز العلاقات والتنسيق بين البلدين في كلّ المجالات، بما يخدم مصالح شعبي البلدين والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم». أما وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو، فقال بعد لقائه صالحي ان أنقرة تعمل على «تخفيف حدة التوتر» في شأن البرنامج النووي الايراني.