تنقذ فرق الدفاع المدني آلاف الأشخاص خلال الحوادث التي تشهدها مختلف المناطق السعودية سنوياً، إلا أن مهماتهم لا تقتصر على إنقاذ البشر مما يتهددهم من أخطار، بل تعدت إلى إنقاذ حيوانات، مثل: النوق، والماعز، والحمير، وحتى الكلاب، والهررة، وبعض عمليات الإنقاذ كانت محفوفة بالمخاطر، ودفع بعضهم حياتهم ثمناً لها. قبل يومين أنقذ فرقة من الدفاع المدني في محافظة الغاط (منطقة الرياض)، هرة سقطت في بئر جافة يصل عمقها إلى حوالى 13 متراً في إحدى المزارع، بعدما عجز الأهالي عن إخراجها، ووصل إليها المنقذون باستخدام حبال وسلالم خشبية طويلة. وشملت عمليات الإنقاذ خلال السنوات الأخيرة عشرات القطط والنوق والكلاب والماعز والحمير، في مختلف المناطق السعودية، كثير منها كانت «خطرة»، وخصوصاً أن بعضها علق على قمم جبلية، أو سقط في آبار سحيقة الأعماق، عرضها عشرات السنتيمترات، ويخشى حدوث انهيار لها، وقد تعرض حياة المنقذين إلى الخطر، إضافة إلى حفر الصرف الصحي المنتشرة في الأحياء. واستخرج رجال الدفاع المدني في محافظة أبوعريش (منطقة جازان) في شهر نيسان (أبريل) الجاري، ماعزاً سقطت في بئر عمقها 35 متراً، واستخدموا السلالم والحبال في الوصول إليها. وأظهر مقطع لعملية إنقاذ قيل إنها في محافظة العيص (منطقة المدينةالمنورة)، مشاق تكبدها رجال الدفاع المدني في استخراج ناقة سقطت في بئر عميقة، واستخدموا خلالها سلالم معدنية وحبال خاصة لربطها واستخرجها برفق، خوفاً من إصابتها. وتتسم عمليات إنقاذ النوق بصعوبة بالغة، وخصوصاً أن كانت في بئر أو حفرة صرف صحي كبيرة، ويضطر المنقذون إلى استخدام رافعة لاستخراجها. وشهدت محافظة الروضة (منطقة حائل)، في شباط (فبراير) الماضي سقوط ناقة في حفرة صرف غير مغطاة، وسارع رجال الدفاع المدني إلى انقاذها مستخدمين سلماً معدنياً للنزول إلى الحفرة، وربطوا الناقة بأربطة خاصة في مثل هذه الحالات، واستخرجوها من الحفرة من دون تعرضها إلى إصابات. وتداول سعوديون أواخر شهر آذار (مارس) الماضي مقطعاً لإنقاذ ماعز صعدت فوق قمة أحد الجبال في محافظة العلا (منطقة المدينةالمنورة)، وعجز المنقذون عن الصعود إليها، فلجأوا إلى وضع كيس هوائي كبير أسفل الجبل واستخدموا عصا طويلة لدفع الماعز التي سقطت عليها من دون إصابة، وظهرت ملامح الفرح على محيا صاحبها. وأنقذ رجال الدفاع المدني هرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، سقطت في بئر عمقها 13 متراً في بيشة (منطقة عسير)، وعجز السكان عن إغاثتها، وأظهرت صور متداولة عملية إنقاذها بعدما نزل رجلان من الدفاع المدني إلى أعماق البئر وأدخلا الهرة في صندوق وسحباه إلى أعلى. واتسمت بعض عمليات إنقاذ الهررة بالصعوبة والتعقيد، وخصوصاً إن كانت محاصرة في مرتفع عال أو مكان ضيق مثل أنابيب المنازل وعلقت فيها لساعات طويلة، وبعضها شارف على الموت بعد حصارها لأيام. وحرر رجال الدفاع المدني في محافظة خميس مشيط (منطقة عسير) قطة العام الماضي بعدما علقت داخل أنبوب لأكثر من 24 ساعة، واضطروا إلى كسر الأنبوب لإنقاذها. ووثق مواطن عملية أخرى لإنقاذ هرة، علقت على عمود كهرباء في مدينة أبها، وتسلقه أحد رجال الدفاع المدني، وحمل الهرة في حقيبة ثم نزل بها وأطلق سراحها في مقطع حاز إعجاب كثير من السعوديين. وكان للحمير نصيبها من عمليات الإنقاذ أيضاً، إذ شهدت محافظة بلجرشي (منطقة الباحة) العام الماضي، إنقاذ 12 حماراً من الغرق، بعد ما احتجزوا في سد الجنابين بعد هطول المياه بغزارة على المنطقة، واندفعت فرق الإنقاذ المائي لهم باستخدام القوارب المائية وسحبتهم. وسارعت فرق الدفاع المدني في الأحساء قبل حوالى عامين إلى إنقاذ حمار سقط مع العربة (القاري) في أحد المصارف التابعة لمشروع هيئة الري والصرف، في غضون ربع ساعة فقط، وتبين بعد انتشاله إصابته بجروح عدة. فقد حياته أثناء إنقاذ كلبة وآخر أصيب أثناء انتشال ناقة قد يدفع رجال الدفاع المدني حياتهم ثمن المخاطرة لإنقاذ حيوانات من الموت في بعض تلك الحفر، على غرار ما حدث في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بعدما لقي ضابط مصرعه داخل بئر أثرية عمقها 30 متراً في محافظة أبو عريش (منطقة جازان)، حين حاول إخراج كلب منه، وفوجئ أثناء عمل شريط تحذيري حول البئر، بهطول الأمطار واختل توازنه وسقط داخلها، واستغرق الغواصون نصف ساعة بحثاً للعثور على زميلهم ووجدوه في حال خطرة، نقل إثرها إلى المستشفى وفارق الحياة لاحقاً. وأصيب مسعف أثناء إنقاذ ناقة سقطت في غرفة صرف صحي في منزل مواطن بمنطقة جازان، واستطاعت الفرق إنقاذها وانتشالها من دون أية إصابة، فيما نقل المصاب إلى المستشفى. يُذكر أن ضحايا الحوادث التي عالجتها فرق الدفاع المدني من العام 1432 إلى 1436ه بلغوا 13.465 شخصاً، إضافة إلى 55.600 مصاب، وفاقت خسائرها المادية 156 مليون ريال وتعددت فيها عمليات الإنقاذ من حوادث الغرق والتصادم، والانهيارات، والاحتجاز، والسقوط، وحوادث مهنية، وبحث عن مفقود.