كشف استشاري أمراض الدم الوراثية، أن المنطقة الشرقية تحتل المرتبة الأولى في هذه الأمراض، وبخاصة «خلايا الدم المنجلية»، مبيناً ان هذه «الصدارة» لم تتأثر بتطبيق إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج. وانتقد الدكتور زكي نصرالله، افتقاد المنطقة لمراكز متخصصة في الكشف المبكر عن هذه الأمراض، مشيراً إلى أن وزارة الصحة «تنفق بلايين الريالات سنوياً، على العناية بالمصابين بالمرض، وكان الأجدى تخصيص بعضها لإنشاء مراكز الكشف». وأوضح نصرالله، في تصريح ل «الحياة»، أن خدمة الكشف عن المبكر عن المرض «تتوفر فقط في المستشفيات والمراكز الخاصة، التي لا يتجه إليها إلا المقتدرون مادياً، إذ تتراوح كلفتها بين 35 و50 ألف ريال. ما يعني أن غير القادرين على تحمل هذه الكلفة، الذين يمثلون الشريحة الأكبر، محرومون من الاستفادة من هذه الخدمة». وأشار إلى أن عملية الكشف المبكر للمرض، تتمثل في «الفحص الجيني للنطف قبل الحمل، للتأكد من عدم إنجاب أطفال مصابين بالمرض، من خلال إجراء عملية تلقيح اصطناعي، يتم بعدها التأكد من سلامة البويضة. وفي حال خلوها من المرض؛ تتمكن الأم من الحمل، وإنجاب أطفال أصحاء غير مصابين بالمرض». وكشف أن «400 طفل يولدون سنوياً في الشرقية، مصابون بمرض خلايا الدم المنجلية، وتعادل كلفة العناية بواحد منهم كلفة إنشاء مركز متخصص في أمراض الدم، إذ تصل إلى ثلاثة ملايين ريال، وهو ما توفره المستشفيات الخاصة للمصابين بالمرض»، مؤكداً على أن كلفة علاجهم «تتجاوز نصف بليون ريال». وانتقد عدم إنشاء مثل هذه المراكز من قبل وزارة الصحة، ودعاها إلى «تبنى مثل هذه المشاريع، من خلال إنشاء مراكز متخصصة للفحص الجيني، ما سيوفر عليها بلايين الريالات، تنفقها سنوياً على علاج أمراض الدم الوراثية»، لافتاً إلى أن أكثر شريحة ستستفيد من هذه المراكز هم «الفقراء والمحتاجون»، مشيراً إلى أن المريض المصاب بالمرض «ينفق أكثر من مليون ريال على علاجه، في حال عدم حدوث مضاعفات صحية له، وإلا سينفق عليه أضعاف هذا المبلغ، من خلال توفير أطباء معالجين، وأدوية وغرف للتنويم في المستشفيات». وأبان أن بعض المرضى «يقضي نصف حياته في علاج هذا المرض، وهو ما يكلف الدولة بلايين الريالات»، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة بالمرض في الشرقية «تعتبر الأعلى في المملكة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة حاملي الصفة الوراثية للمرض في محافظة الأحساء، تبلغ 22 في المئة، فيما تبلغ في محافظة القطيف 32 في المئة، بحسب إحصاءات سجل المواليد». وأكد نصرالله، أن المرض الذي يحتل المرتبة الثانية في أمراض الدم الوراثية هو «الثلاسيميا»، إذ يصل عدد المصابين به إلى ألفي مصاب على مستوى المملكة»، مشيراً إلى أنه «في حال وجود مراكز متخصصة للكشف عن المرض؛ سيتم التخلص من هذه الأمراض، والقضاء عليها في شكل نهائي»، مبيناً إلى أن بقية الأمراض الوراثية تتفاوت نسبها. وشدد على ضرورة «إيجاد مراكز في كل من الأحساء، والخبر، والدمام، والقطيف». وحول عدم تبنى وزارة الصحة لهذه المشاريع، على رغم ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، أوضح أن «الوزارة اعتمدت على المستشفيات الخاصة، للكشف عن المرض، وتوفير طرق الكشف المبكر. واستغرب من عدم استغلال أحد المباني في مستشفى الولادة والأطفال الحديث في الدمام، لإنشاء مركز متخصص لأمراض الدم الوراثية، بغرض تقديم الخدمات المجانية للمحتاجين، على رغم قلة كلفتها، التي تصل إلى ثلاثة ملايين ريال».