أعلنت الكويت اليوم (الثلثاء) تخصيص 100 مليون دولار أميركي للمساهمة في جهود المجتمع الدولي لدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن. جاء ذلك في كلمة ألقاها نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أمام مؤتمر في شأن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن المنعقد في جنيف. وقال الجار الله إن «هذا المبلغ يكمل أيضاً التزام الكويت السابق بمبلغ 300 مليون دولار كقروض ميسرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشاريع الإنمائية في اليمن وتم الإعلان عنها خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك في العام 2012». وأكد الجار الله «قناعة دولة الكويت بأن الحل الأمثل لإنهاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة يتطلب إعادة الاستقرار في اليمن وهو أمر لن يتحقق إلا عبر الوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث وتضافر جهود المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن». وأشار إلى أن «الكويت يساورها قلق وتخوف من أن ينسحب العجز الذي يعتري جهود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وضع حد لمعاناة الأشقاء في سورية إلى معالجته الوضع الدامي في اليمن». وأوضح الجار الله أن «دولة الكويت بذلت جهوداً كبيرة لتحقيق هذا الهدف عبر استضافتها وعلى مدى ما يزيد على الثلاثة أشهر المشاورات السياسية للأطراف اليمنية المتنازعة والتي وللأسف الكبير لم يكتب لها النجاح في تحقيق أهدافها». وشدد على أن «دولة الكويت وانطلاقاً من حرصها على وحدة اليمن وحقناً لدماء شعبه الشقيق، مستعدة لاستضافة الأشقاء اليمنيين مجدداً للتوقيع على الاتفاق النهائي متى ما تم التوصل بين تلك الأطراف على التوافق في شأنه». ودعت الكويت جميع الأطراف إلى العودة إلى مائدة المفاوضات «لإنهاء هذا الصراع المدمر لوطنهم شعباً وكياناً واستقراراً»، مشيرة إلى أن مشاركة رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر وتواجده في هذا المؤتمر الإنساني يدل على مدى حرص حكومته على دعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن والسعي نحو شرح وتوضيح ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في اليمن. وقال الجار الله إن «الكويت تشاطر المجتمع الدولي القلق في شأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الجمهورية اليمنية الشقيقة والتي بذل التحالف العربي جهوداً كبيرة لتلافيها والتخفيف من وطأتها من خلال تمكين المجتمع الدولي للتحالف والوكالات الدولية من إيصال مساعداتها إلى المناطق التي تسيطر عليها». وأضاف أنه ومن هذا المنطلق فإن الكويت «تشيد بما تم وضعه من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2017 لتلبي الاحتياجات الأساسية للأشقاء في اليمن والتي تم تحديدها في وثيقة الاحتياجات الإنسانية المطروحة أمام المؤتمر». وقال إن «نجاح المجتمع الدولي في بلوغ أهدافه وتلبية الاحتياجات الإنسانية يتطلب تمكين الحكومة الشرعية من بسط سيطرتها عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والسماح للإمدادات الإنسانية بدخول المناطق المتنازع عليها والعمل على منح التصاريح اللازمة للأنشطة الإنسانية مع خلق المزيد من التنسيق بين منظمات وأجهزة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والحكومة الشرعية». وأشار الجار الله الى أن الكويت دأبت ومنذ عقود مضت على تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية في اليمن والتي كان آخرها قرار أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتقديم مبلغ 100 مليون دولار في العام 2015.