طرد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أكثر من مئة من عناصر «لواء اليوم الموعود» (الجناح العسكري لتيار)، بعد استعراض عسكري نظمته تلك المجموعة في العاشر من شهر محرم. وأوعز الصدر في بيان وزعه مكتبه، تسلمت «الحياة» نسخة منه، الى قادة لواء «اليوم الموعود» بعزل وطرد العناصر التي نظمت الاستعراض في حي الشعلة غرب بغداد. وقال الصدر في بيانه: «نقل إلي الثقاة أن جماعة فاقت المئة من المنتمين إلى تشكيل «لواء اليوم الموعود» قاموا في العاشر من محرم او اليوم الذي بعده بالاستعراض العسكري. وإن دل هذا الأمر على شيء، فإنه يدل على جهلهم بالامور العسكرية والتنظيمية والإدارية والأمنية جهلاً تاماً، او أنهم فعلوا ذلك عن خبث وسوء سريرة، لأنهم مندسون من الأعداء، وهذا ما أستبعده ولا أتمناه». وتابع: «وعليه، يجب على المسؤولين طرد هولاء الثلة فوراً، ومن دون أي تردد أو تأخير أو رحمة، وان ظهر عدم انتمائهم لذاك التشكيل، فعليه إيكال الامر الى مسؤوليهم فوراً». واعتبر مراقبون قرار الصدر بمثابة «عقلنة» للجناح العسكري في تياره، وبداية للاندماج في الواقع السياسي، خصوصاً بعد تحالفه مع المالكي لتشكيل الحكومة، لكن مصادر التيار لم تستبعد حل «لواء اليوم الموعود» في نهاية العام، تزامناً مع الانسحاب العسكري الاميركي من العراق. وأكد مصدر في «كتلة الاحرار» البرلمانية التابعة للتيار الصدري ل»الحياة»، مشترطاً عدم كشف اسمه، أن «السيد مقتدى الصدر بدأ تنفيذ سياسة جديدة لإعادة هيكلة وتنظيم الجماعات المنضوية في تياره الشعبي، ومن بين تلك الإجراءات ردع المسيئين او المتمردين ممن لا يلتزمون تعاليم وتوجيهات سماحته، وعملية طرد اكثر من مئة شخص من لواء اليوم الموعود الخطوة الأولى في سلسلة إجراءات يزمع تنفيذها». وأضاف المصدر ان «قرابة 120 شخصاً من المنتمين الى لواء اليوم الموعود الذي يشرف عليه الصدر كانوا نظموا استعراضاً عسكرياً في العاشر من محرم الجاري، والذي يصادف ذكرى استشهاد الامام الحسين، وهذه اولى المخالفات». وزاد ان «الاستعراض الذي جاب شوارع مدينة الشعلة كان خطوة غير مدروسة، الى جانب انهم (قادة التنظيم في مدينة الشعلة) لم يبلغوا الهيئة السياسية للتيار رغبتهم في اجراء الاستعراض. بمعنى آخر ان الاستعراض لم يحظَ بقبول او موافقة الصدر». وتابع أن «امر الطرد الذي اصدره السيد الصدر تضمن قائمة بأسماء العناصر التي شاركت في الاستعراض وستعلن اسماؤهم صراحة عبر خطب صلاة الجمعة التي اعتاد الصدريون إحياءها في شكل مستمر». وأكد ان «هناك اجراءات اخرى من شأنها ان تصب في مصلحة التيار سيعلن عنها الصدر في وقت لاحق». وكان الصدر أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 تشكيل «لواء اليوم الموعد»، بعدما حل مليشيا «جيش المهدي». وقال حينها: «في حال بقاء القوات الاميركية المحتلة، فإني أشد على أيدي المقاومين»، وطالب فصائل كتائب «حزب الله العراق»، و»عصائب اهل الحق»، وهي تنظيمات مسلحة قريبة من التيار، الانضمام الى «لواء اليوم الموعود». وفاز تيار الصدر المقيم حالياً في مدينة قم ب40 مقعداً برلمانياً في الانتخابات الاخيرة التي جرت في آذار (مارس) الماضي، فيما يشهد التيار حملة انتقالية جديدة نحو إنهاء مرحلة العمل المسلح.