استأنف المؤتمر العالمي لإيضاح جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية جلسات يومه الثاني أمس في رحاب الجامعة الإسلامية وبالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، عبر ثلاثة محاور تناول الباحثون من خلالها جهود المملكة في خدمة قضايا المسلمين في العالم، ودعمها المنظمات والجمعيات والجامعات العربية والإسلامية، ودورها في خدمة القضايا الثقافية الإسلامية والتعريف بالإسلام. وكشف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن المنظمة «تعيش عصرها الذهبي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بما أتاحه لها من إمكانات ووسائل وسياسات جديدة أسهمت في التحول الكبير لمسيرة المنظمة متجسدة في ميثاق جديد وخطة عمل عشرية»، مبدياً ثقته في دور القيادة السعودية «كونها تعيش هموم العالم الإسلامي وانشغالاته وتوجد في قلب الأحداث، وهو ما يؤهلها لمكانتها وأهليتها في إغاثة الشعوب الإسلامية، وفي مقدمها الشعب الفلسطيني»، واصفاً جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية بالموضوع «الواسع المستحق عناية وبحثين طويلين»، لافتاً في ورقته إلى أن «السياسة السعودية التزمت منذ التأسيس مبدأ التضامن الإسلامي القائم على التمسك بالعروة الوثقى التي تضم أبناء الأمة الواحدة، ولفت إلى أن منظمة الأممالمتحدة أصدرت أخيراً تقريراً أكدت من خلاله أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في أقطار العالم كافة، مشيدة بدور المملكة في تخصيص ما مقداره 1.9 في المئة من إجمالي دخلها القومي العام الماضي مساعدات إنسانية وإغاثية للدول والشعوب الإسلامية في أنحاء العالم كافة، متقدمة بذلك على كل دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة الأميركية». وأوضح أوغلو أن «مفهوم التضامن في التاريخ المعاصر مرتبط بجهود الملك عبدالعزيز في ترسيخ معنى الأمة الإسلامية، مؤكداً أن المملكة في طليعة الدول الجاهدة لجمع الشمل الإسلامي، مشيراً إلى أن أكبر انطلاقة في التاريخ المعاصر كانت في عهد الملك فيصل إذ تجاوبت معه دول إسلامية عدة، ولاقت دعوة الفيصل تجاوباً واسعاً من قيادات العالم الإسلامي وشعوبه في مقابل تعرضه لهجوم بعض الدول العربية المنادية بالقومية ووسمت توجهاته بالرجعية إلا أن مكانته عند قادة المسلمين كللت جهوده بالنجاح وأكسبتها الشرعية». فيما أبدى أستاذ الأنظمة في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور محمد النجيمي تأييداً للباحث العراقي الدكتور أحمد الجنابي في «ضرورة بيان الموقف الصحيح لعلماء المملكة مما يجرى في العراق، خصوصاً في ظل تشكيك البعض في دورهم ووصفه بالسلبي»، مؤكّداً أن «موقف علماء السعودية اتصف دائماً بالرصانة والدقة والحياد التام سواء في ما يجرى في العراق أو غيرها». ودعا الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين في مداخلته إلى «استنهاض المسلمين لإنقاذ الأقصى من التهويد، مشيداً بوقوف المملكة مع الشعب الجزائري إبّان الاستعمار وتحدُّثها عنه رسمياً في محافل عدة حتى نال استقلاله». ولفت عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي إلى دور المملكة في «تخفيف الحظر المفروض على الجماهيرية الليبية، من خلال استقبال الحجاج الليبيين، معللة ذلك بأن الحج حالة خاصة ولا يمكن منع المسلمين منه بأي وسيلة»، ليبدي الباحثُ المغربي إدريس الكريني تأييداً «لموقف المملكة مع ليبيا كونه مدخلاً شجّع كثيراً من الدول لكسر هذا الحظر مثل جنوب أفريقيا، وهو ما مهد الأجواء وأسهم في رفع الحظر كلياً في ما بعد».