نوف خالد مذيعة تمرّست في مهنة الصحافة المقروءة، أثار انتشارها السريع شيئاً من «الغيرة»، خصوصاً من زميلات في المهنة على - حد قولها -، ومع نجاحها الذي تراه متجسداً في نشر أول موضوع لها على صفحة كاملة، آثرت الانتقال نحو الصحافة المرئية، لتعمل في قناة الإخبارية، ثم أخيراً في قناة روتانا.وتقول نوف ل«الحياة» إن المشكلات الحقيقية في الصحافة، خصوصاً وسط الصحافيات هي «الغيرة»، مشيرة إلى أن انطلاقتها الأولى شهدت شيئاً من التميز، وهو ما كان مثار جدل كثيرات من الزميلات، «بداياتي كانت في صحيفة الجزيرة، القسم الاقتصادي، وغطيت مواضيع كثيرة، منها موضوع حول أول معقبة سعودية تراجع الإدارات الحكومية، ونشر وقتها في صفحة كاملة، وهو أول موضوع لي، ثم بعدها نشرت تغطية للانتخابات النسائية في الغرفة التجارية في الرياض، بعد ذلك توجهت إلى قناة الإخبارية، وعملت في برنامج «إخباريات»، ولم أواجه مشكلات تذكر، لكنني تلمّست انتشار الغيرة بين الصحافيات بعضهن البعض». ولم تخف ضيقها مما واجهته في التلفزيون السعودي، الذي لم تستمر في العمل به لفترة طويلة، «لم استطع الاستمرار في التلفزيون السعودي، لأنني شعرت أنني ادفن نفسي فيه، فهو يحجمك حتى أنه يمنعك عن التفكير، وأي محاور أو مذيع لا يستطيع طرح أي سؤال ينبثق من سياق الحوار بينه وبين الضيف، لذلك اضطررت للخروج منه بحثاً عن مكان أكثر في منح الحرية للمذيع للطرح والسؤال دون خوف». انتقلت «نوف» إلى قناة روتانا، وهي لم تتعلم أبجديات العمل الإعلامي، «بعدما انتقلت وأنا صفر في المجال الإعلامي، وما حفزني على إثبات الذات هو مكالمة غاضبة من أحد مسؤولي القناة، عنفني فيها على خطأ ارتكبته، بعدها اجتهدت كثيراً على عدم الوقوع في أي خطأ، وأصبحت حريصة على تطوير أدواتي المهنية بشكل دائم». وحول ما إذا كانت لم تواجه في روتانا مشكلات شبيهة بما كانت تواجهه في التلفزيون السعودي قالت: «المشكلات التي أواجهها في العمل التلفزيوني عموماً سواء في التلفزيون السعودي أو في غيره أتلمّسها أكثر بعد نزولي للشارع لعمل استطلاع أو تنفيذ تقرير مصور، أشعر أن النظرة تجاهي سيئة جداً، وأن الشارع لا يتقبّلني، وعندما أعرف نفسي على السيدات، يذهبن مباشرة، غير مستعدات حتى لسماع السؤال الذي اطرحه». وتؤكد نوف رفضها لمثل هذا التصنيف، موضحة أن «الاثنين مكملان للخريطة الإعلامية، لا الإعلاميون يصلحون وحدهم على الشاشة، ولا الإعلاميات أيضاً يصلحن وحدهن، لابد من التكامل والتواصل بين الطرفين بشكل كامل، دون الوقوع في خطأ التصنيفات، أو التأويلات الخاطئة لظهور هذا المذيع أو هذه المذيعة»، رافضة أن يتحدث أي شخص في أمور الدين، خصوصاً على الفضائيات أو في الصحف، «الناس فقدت القدرة على تحديد الصواب والخطأ من كثرة الذين يقفزون إليهم فجأة ليحدثونهم عن أمور الدين، هذه الأمور تأثيرها سلبي»، متمنية أن يزداد عدد المذيعات السعوديات، لوجود «ثوابت كثيرة لديهن وحواجز تمنعهن من أي تجاوزات، على عكس كثير من العاملات في المجال الآن».