يستحق الأسبوع الماضي لقب «أسبوع العنف والعقوق»، فبعد حوادث حبس أولاد أباهم في غرفة بمنزلهم بجدة، وصفع فتاة في مكةالمكرمة، واعتداء شاب على زوجته ورجل مُسن في الرياض، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مقطع لرجل ينهال باللكم والركل على سيدة راحت تصرخ بشدة من الألم، وسط مرور سيارات لم يعبأ سائقوها بها. واللافت أن كاميرات الجوالات ومواقع التواصل تكون أول مناصر للضحايا، فتشعل موجة تضامن واستنكار عبر «تويتر» ثم تتحرك الجهات للإيقاع بالمعتدين. ويظهر المقطع الأخير رجلاً قوي البنية يجبر سيدة قيل إنها زوجته على الدخول إلى سيارته، وبادرها على الفور بركلة دفعتها بعنف إلى داخل السيارة وسط صراخها، وحاولت الخروج من السيارة مرة أخرى فاشتبك معها وصدمها بالباب وعاجلها بلكمات وركلات أخرى، لتركب معه في النهاية، إلا أنه بادرها بركلة دفعتها خارج السيارة. وانتشر المقطع الذي تتجاوز مدته الدقيقة في شكل واسع بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، حتى بات الأكتر تداولاً «ترند»، ودشنوا وسم «ضرب سيدة في الشارع»، انهمرت فيه التغريدات الغاضبة رفضاً لهذا السلوك الذي وصفوه ب«الوحشي»، وخصوصاً أن الواقعة حدثت في الطريق العام، من دون أي يحاول أحد نجدة الفتاة التي لم يعرف إن كانت سعودية أم لا. وانهالت تغريدات السعوديين الرافضة لتلك التصرفات، وخصوصاً بعدما انتشر مصطلح «الشأن العائلي» لتبرير العنف الأسري، وكتبت إحدى المغردات معبرة عن كثرة تلك الأفعال «بات الأسبوع كله تعنيف». وغرد سراج الغامدي عن الرجل «هو مدرك تماماً أن ما يقوم به شأن عائلي»، فيما دونت مغردة أخرى «انتقال العنف من داخل المنازل إلى الشارع تحت مسمى الشأن العائلي». وأثار «العنف المفرط» من الرجل تجاه المرأة ذهول البعض، ومنهم وليد الظفيري الذي كتب «إن كان هذا يحدث أمام أعين المارة فماذا سيصنع في المنزل؟»، مطالباً بتشديد العقوبات لحماية المرأة من العنف. وشكك مغردون أن تكون الحادثة تخص سعوديين، وخصوصاً أن المعتدي والمعتدى عليها في الفيديو مجهولان، في حين رآه بندر «مشهداً تمثيلياً للمطالبة بحرية المرأة».