اتفق المغرب وجبهة «بوليساريو» على تسريع وتيرة المفاوضات بينهما في ختام الجولة الرابعة من محادثاتهما غير الرسمية التي تستضيفها مانهاست في ضواحي نيويورك. وأكد الموفد الدولي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، أن الطرفين «مستعدان لدرس آلية جديدة» للتفاوض، على رغم تمسك كل منهما بموافقه. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، إن بلاده طرحت اقتراحات «هدفها تسريع المفاوضات». وكشف أن الجولة الأخيرة ركزت على البحث في «التفكير في مقاربة جديدة وطرق جديدة» لدعم قرارات مجلس الأمن الرامية الى إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء، مؤكداً أن بلاده «على استعداد لمنح فرصة جديدة للتقدم عبر أساليب مبتكرة». وأشار إلى أن الرباط تريد «البحث في الوسائل المتاحة في إطار المفاوضات للاستماع إلى من يمثل سكان الصحراء»، معتبراً أن بوليساريو «لا تمثل سكان الإقليم، بل فقط اخواننا المحتجزين في مخيمات فوق التراب الجزائري». وشدد على ضرورة تحرك الأطراف التي يمكنها «المساعدة في المفاوضات، في إطار التوصل الى حل يضمن احترام السيادة المغربية... ومناقشة كيف يمكن تنشيط وتفعيل مشاركة الدول المجاورة، مثل الجزائر وموريتانيا، فنحن نبحث في أفق الحل النهائي خدمة لمصالح المنطقة المغاربية برمتها». وتحدث عن «إمكان عدم اكتفاء المبعوث الدولي بجولات تفاوضية، وربما يكون أكثر دينامية من خلال تحركات في المنطقة للاستماع لرأي كل من يمكن أن يساعد». غير أنه أكد تمسك بلاده باقتراحها حكماً ذاتياً موسعاً في الصحراء، باعتباره أساس أي تفاوض. وقال إن «المغرب لديه إرادة قوية للتوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء يستند إلى الواقعية ومبادرة الحكم الذاتي التي رحب المجتمع الدولي بها، والتي تمثل فرصة حقيقية لمختلف شعوب المنطقة للاندماج الاقتصادي وتحفظ الوحدة الترابية للمملكة». وانتقد تمسك «بوليساريو» بخيار الاستفتاء لتقرير المصير، مؤكداً أنه «لا يتيح أي مجال للتقدم الفعلي». وذكّر بتوصيات الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم، مشيراً إلى أنه «خلص بعد أربع جولات من المفاوضات المباشرة إلى أمر هام جداً يتمثل في أن استقلال إقليم الصحراء غير واقعي وغير ممكن. لا نريد العودة إلى الوراء، وان نبدأ من الصفر». وأضاف: «نتفاوض للتوصل إلى حل نهائي مع بوليساريو ومع من يقدم لها الدعم السياسي والديبلوماسي، أي الجزائر... ولن يدخر المغرب أي جهود من أجل إعطاء الفرصة للمفاوضات للمضي قدماً»، لكن «هناك خطوطاً حمراء تتشكل في شرعية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية والوحدة الوطنية والترابية». وكان الموفد الدولي أعلن في ختام جولة المفاوضات أن جولتين جديدتين من المفاوضات غير الرسمية ستعقدان في الحادي والعشرين من الشهر المقبل، وفي آذار (مارس) المقبل، مؤكداً أن الطرفين «انخرطا في مفاوضات معمقة وفق مقاربات جديدة من أجل إعطاء دينامية جديدة للمسار التفاوضي، وعرضا أفكاراً ملموسة يتم العمل على تطويرها». بيد أن كل طرف واصل رفض اقتراح الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات، بحسب روس، الذي دعا إلى «خلق أجواء الثقة ومناخ ملائم لتقدم المفاوضات». وقال إن لقاء مانهاست «مكّن الأطراف من استعراض التطورات الأخيرة»، في إشارة الى أحداث العيون، لكنه حض على «تجنب كل ما من شأنه التأثير على المفاوضات».